امين زيادات يكتب...عندما يصبح مديرا ً للمخابرات معارضا ً للدولة والمخابرات .

 

لا اتخيل ان يصبح مديراً للمخابرات بأي دولة بالعالم  معارضا ً لسياسات الحكومة وسياسات الدوله . فكيف اصبح مديرً مخابرات الاردن معارضا ً

لا استوعب مجرد التفكير في ذلك هل هذه هي الديموقراطية ام هي المصالح بالقفز هنا او القفز هناك , لم اتخيل ان يصبح الفريق المتقاعد  احمد عبيدات مدير مخابرات المملكة الاردنية الهاشميه  من سنة 1974 الى سنة 1982 معارضا .

 ً فهذه الفترة من حياة الاردن كانت الأحكام العرفية هي من يسير الدوله . وكانت دائرة المخابرات بقيادة عبيدات سجن كبير لمن يدخلها او حتى يقترب من صور حديقتها فهو مفقوداً مفقوداً مفقود ......سته سنوات مارس بها عبيدات اقسى انواع الأحكام العرفية من ظلم وقهر وقعت  على كثير من المواطنين , وخصوصا ً الاحزاب .

 والبعض ربما يتذكر تلك الفترة او ربما كان احد المظلومين على زمان مدير المخابرات الذي اصبح اليوم  معارضا ً للدولة والمخابرات وليس للحكومات .

ماذا فعل عبيدات لاصلاح الدولة او تطويرها عندما كان مديرأً للمخابرات, وهو الجهاز المطلع على كل تفاصيل  الحياة  في الاردن , الم يكن ايامه يوجد فساد !!؟؟ الم تكن الدولة بحاجه الى اصلاح او تطوير!!؟؟ الم يكن دستور 1952 موجودا ! الم تكن نفس المطالب التي يطالب بها عبيدات اليوم , هي نفس المطالب التي كان يطالب بها الناس ايامه !؟ ماذا فعل غير اعتقال الناس وقطع ارزاقهم .

واليوم يخرج علينا بحزب اسمه الجبهة الوطنية للاصلاح , الم يكن الناس وطنيين  عندما كانوا يطالبوا بالاصلاح , عندما كنت  مديرا للمخابرات !؟ واليوم تأخذ ما كانوا يطالبوا به وتشكل حزبا ً بنفس اسم مطالبهم السابقه  ,( الجبهه الوطنية للاصلاح)  .ماذا تغير لا اعرف كيف تتبدل القناعات والمبادئ لا اعرف , وحتى لا يخرج علينا البعض بتعليق على المقال هنا او شتيمة لي  هناك, اقول انا لا اتهم عبيدات بعدم الوطنية بل هو وطني حتى النخاع ويحب البلد اكثر من حبه لنفسه , ولكني اردت ان اقارن بين مرحلتين , الاولى كان به يظلم الناس والثانية يصور نفسه انه مظلوم . عبيدات الذي حكم الاردن بقبضة من حديد  ,اليوم يتحالف مع الاخوان المسلمين وجبهة العمل الاسلامي ضد الدوله التي تربى  بها .

 فابالأمس  كان العدو اللدود لهم واليوم صديقا ً وزميلا ً وداعما ً لهم . اني  ادعو من عاصر فترة ترأس عبيدات لدائرة المخابرات من الاخوان المسلمون وغيرهم من الاحزاب ان يتذكروا كيف كانت تتعامل دائرة المخابرات انذاك معهم . وكيف تتعامل اليوم وقرروا اي فترة كانت تحتاج الى اصلاح وتطوير , فترة الاحكام العرفية والظلم والقهر  وقطع الارزاق والاعتقال بلا سبب . ام فترة الديموقراطية والتسامح والاستماع الى الآخر . لا اعرف كيف يصبح شخص يرتدي بدله ب 2000 دولار و نظارة ريبان الاصلي ب 1000 دولار وحذاء ب 1000 دولار وجميعها من مخازن هارفرد بلندن معارضا  .

 المعارضة الحقيقية عبر التاريخ  تاتي من الفقراء , وليس الاغنياء لان الفقير هو الذي يشعر انه مظلوم . فالاغنياء يستطيعون ان يصلوا الى صاحب القرار بسهوله وينقلوا وجهة نظرهم له .

 اما الفقراء فيلجأون للشارع لإيصال صوتهم , ولكن ان ينزل الاغنياء للشارع فهذا استعراض اعلامي ليس أكثر . حمى الله هذا البلد  وقائد البلد انه سميع مجيب الدعاء.

 

 

info@ziyadat.com