تطوير الإعلام

اخبار البلد-

المھنیة أساس العمل الاعلامي، ودائما یقال، إن ھناك ثلاثیة مزدوجة، یرتكز علیھا القدر الاعلامي، وھي الدقة ثم .الدقة ثم الدقة، ویستند الى الحقیقة ثم الحقیقة ثم الحقیقة وحالیا، بما إننا نتحدث عن تطویر الاعلام، بعد ان أغفلنا ركائز الاعلام الدقة والحقیقة والمھنیة، في عملنا، لانشغالنا بتحدیات عدیدة تواجھ الاعلام ومؤسساتھ، وأبرزھا، قلة الموارد والمال، والاستقلالیة، والادارة الذاتیة. فالحریة المسؤولة، رغم الحدیث المثالي عنھا، والتغني بھا، إلا إنھ یفرض علیھا تدخلات، وخاصة الاعلام الرسمي وغیره، ومخطئ من ینفي وجود تدخلات - ولیس بالضرورة أمنیة - فھي من عدة جھات تعرف نفسھا وتتدخل في النص والصورة والعنوان، وردود الفعل، وللأسف، تأتي من اعلامیین تبوأوا مراكز النفوذ والاستشاریة في الوز?رات، .فإیعازاتھم تنال من المھنیة وبطعم شخصي وتنفیعات لكتاب وصحفیین واما الاستقلالیة المغلفة بالقرار من فوق، فمؤسسات الاعلام أرھقتھا التعیینات الاسترضائیة، والتنفیعات، ما یحول .دون تطویرھا رقمیا وتكنولوجیا ومھنیا، بل أسھم في عجزھا وترھلھا مالیا واداریا معظم مؤسسات الاعلام یملى علیھا من خارج إداراتھا، ما أوجد قناعة ان ھناك توجھا غیر معلن لاضعاف المؤسسات الكبرى الرسمیة وغیرھا، وایصالھا لمرحلة لا تقوى على اجراء أي تطویر للعمل الاعلامي والاداري والمالي، حتى استبدال الاجھزة والبرامج، لانھا بالكاد تتدبر الرواتب، واصبحت مرھونة للبنوك، والبعض منھا، فاقت دیونھا .موجوداتھا، وتعیش على أمل الدعم المادي، الذي سیرھن الحریة والاستقلالیة فیھا اضعاف الاعلام، یصاغ برؤى وأید محلیة، واحیانا تدور الشكوك حول تدخل خارجي، لابعاد الاعلام الاردني عن مواقفھ تجاه اسرائیل بالتحدید، والقبول وغض الطرف عما تحیكھ امیركا للاعلام العربي، فالاعلام الذي وقف مع القضایا العربیة، ویبني الرأي العام المعارض للطروحات في السلام والاقتصاد والاحتلال، یجب ان یضعف - من وجھة نظر المتدخلین - ویجب ایجاد بدائل لھ، من خلال برامج دعم مؤسسات اعلامیة بدیلة، واحلال اخرى، واحیانا .دعم مالي بحجة الحریات وحقوق الانسان، والتدریب والتطویر، والمجتمع المدني السؤال، الذي یدور الآن كیف نطور الاعلام؟ أو ننقذه على الأقل، فھذا أمر شائك، لأن المتدخلین لا یقبلون بانقلاب .الاعلام علیھم، ورفض تدخلاتھم ووصایتھم على الأقل التنظیم والادارة الذاتیة، ھما العنوان الابرز لاستقلال اداري یتبعھ مالي للمؤسسات الاعلامیة، وھذا ینعكس في التعیینات خاصة العلیا، من مجلس الادارة ورئاستھ والادارة العامة، على ان تكون بالقدر الفاعل الذي یرفض .الانصیاع للأوامر والتدخلات، ولا یرتھن قراره لاصحاب النفوذ ورأس المال، سواء مھنیا أو اداریا وتعیینا أما الحدیث عن لجان، وعصف ذھني، ومجموعات عمل، واستراتیجیات وتوصیات، فھذا الموضوع اشبع منذ زمن، فوزیر وضع استراتیجیة لم تر النور، والمجلس الاعلى للاعلام وضع اخرى، وبعد الغائھ حرفھا وزیر لصالحھ، بعد ان اضاف الیھا عبارات انشائیة، وما ذلك الا لذر الرماد في العیون، وما النتائج الا مصفوفات وعبارات انشائیة، تنتھي بمجرد تغییر المواقع والمسؤولین في الدوائر التي تتدخل في الاعلام، وتبقى المؤسسات الاعلامیة تتسارع .بالتراجع، فمن ارباح بالملایین الى مدیونیة بالملایین تھدد وجودھا كلیا وخاصة الصحف الیومیة أین الحل..ادارة ذاتیة لمؤسسات الاعلام، دون وصایة وتوجیھات، وتحت مظلة نقابة الصحفیین، وخبراء بلا أجندة، وإدارات منتقاة بعنایة، ذات خبرة ومؤھلات شخصیة ومھنیة، تعي ان الاعلام رسالة دولة، وثقافة وطن، وعنوان .بارز للحریات، وصانع الرأي العام، والعامل الأول في بناء الولاء والانتماء في النھایة إذا كان الاعلام صناعة وفنا وحالة ابداعیة، فالمؤسسات الاعلامیة لیست مصانع لمواد غذائیة، وتنظفیات واكسسوارات تجمیل، تُنتظر ارباحھا نھایة كل عام، لیھیمن علیھا رأس المال، ومن یدفع أكثر، أو ترھن نفسھا .للأجنبي صاحب الأجندة