لغويّون ومفتون وأطبّاء

من أكثر ما یلحق الأذى بالمجتمع ُ اجتراء كثیر من الناس على نشر معلومات لا أساس لھا من ّ الصحة في ٍ مجالات ولغة وأدب وأحكام شرعیة وأدویة ونصائح طبیّة، ویقدّمونھا للآخرین عبر وسائل التواصل كثیرة من تاریخٍ .الاجتماعي على أنّھا حقائق ومسلّمات ولئن كان من الناس من یستطیع أن یمیّز فساد ھذه المعلومات أو ّ صحتھا بحكم ّ تخصصاتھم، ّ فإن ھذه المعلومات قد . وعندما یرى الناشر الأول تنطلي على كثیر من غیر ّ المتخصصین فیصدّقونھا ّ ویروجون لھا وقد ّ یتحمسون لھا أیضاً قھ في نشرھا، فإنھ ّ یتجرأ أكثر ّ ویستمر في نشر للمعلومة أنّھا قد راجت وانتشرت ویلاحظ النجاح الباھر الذي حقّ ّ ما العوام منھم .المزید من أوھامھ وخزعبلاتھ، فیزید بذلك الأذى الذي یلحقھ بالناس، ولا سیّ وقد لاحظت كثیراً من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ّ ممن یفتي أصحابھا في اللغة العربیّة وقواعدھا . ّ ومدلولات ألفاظھا، فیأتي بالعجائب من الأوھام والتخرصات ّ لون ویحر ِ مون وفق أھوائھم، ویأتون بما لم یأت وكذلك لاحظت كثیراً من المنشورات التي یفتي أصحابھا في الدین فیحلّ .بھ الأوائل أو الأواخر، فیفسدون عقول الناس كما لاحظت كثیراً من المنشورات التي یصف فیھا أصحابھا علاجات وأدویة للأمراض كافّة، أو یحذّرون فیھا من أطعمة أو أشربة أو غیرھا، مما یؤدّي عند بعض ّ القراء إلى نوع من الھوس والخوف والقلق والاضطراب في تناول .الأغذیة، وقد یؤدي ذلك في النتیجة إلى أمراض خطیرة وأعراض صحیّة لا تحمد عقباھا ومن أجل مواجھة مثل ھذه الظواھر الخطیرة فإنني أدعو إلى أن تكون ھناك رقابة على ھذا النوع من المنشورات، .ویعامل أصحابھا معاملة من یبثّون الإشاعات والمعلومات الكاذبة كما أدعو المتخصصین الذین ّ یطلعون على ھذه المعلومات في مواقع التواصل الاجتماعي أن لا یتردّدوا في تصحیح ما لیس منھا بصحیح وتفنید ما لا یؤیده العقل والمنطق وتصدّقھ الحقائق، وذلك من أجل حمایة المجتمع من الآفات التي قد تنجم عن نشر مثل ھذه المعلومات غیر الصحیحة أو غیر الدقیقة ّ د. صلاح جرار