الصحة والتربية معنيتان بوضع خطة وقائية مشتركة للطلبة

الصحة والتربية معنيتان بوضع خطة وقائية مشتركة للطلبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور رشيد عبّاس
اسرع بيئة يمكن ان ينتشر فيها اي نوع من الفيروسات لا قدر الله هي البيئة المدرسية,..فمعظم الصفوف في مدارسنا للأسف الشديد مزدحمة وتضم ما لا يقل عن (40) طالب, وهذا يعني ان عطاس احد الطلبة في اي غرفة صفية في مدارسنا المزدحمة مثلا سيتأثر بها سلبا عدد كبير من الطلبة من الذين يجلسوا من حوله, ناهيك عن حالات سلوك وتفاعل الطلبة بعضهم ببعض داخل اسوار المدرسة, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل لدى وزارتي الصحة والتربية خطة وقائية مشتركة للطلبة للحد من انتشار اي نوع من الفيروسات لا قدر الله؟ في الوقت الذي اعتقد فيه ان تعطيل المدارس يجب ان يكون اخر خيار يمكن اللجوء اليه, وان يسبق ذلك الاجراء اجراءات وقائية محددة داخل اسوار المدرسة.
اعتقد جازما ان فئة الطلبة واقصد طلبة المدارس هنا هي الفئة الاهم في المجتمع من حيث الخطط الوقائية لسبب بسيط يكمن في ان كل طالب بعد انتهاء الدوام سيعود الى اسرة تتكون من عدد من الافراد بمتوسط (6) افراد تقريبا, فاذا ما اصيب الطالب بفيروس معين في المدرسة لا قدر الله فان المشكلة سيكون حجمها اكثر مما نتصور بكثير على الاسرة, وهنا اضع هذه المسألة بين يدي اصحاب المعالي وزير الصحة ووزير التربية والتعليم وهما كما يعرف الجميع على قدر عال من المسؤولية, مؤكدا ان الخطط الوقائية على الورق لا تغني ولا تسمن من جوع, فالمطلوب اجراءات وقائية عملية فورية على ارض الواقع قبل وقوع الفأس في الرأس كما يقول المثل لا سمح الله.
وزارة الصحة ووزارة التربية معنيتان بوضع خطة وقائية مشتركة للطلبة تتمثل بإجراءات عملية فورية تغطي من خلالها هذه الخطة جميع طلبة مدارس المملكة, الحكومية منها والخاصة, فالموضوع هنا موضوع وقاية وليس موضوع علاج, كيف لا.. ونحن نؤمن كل الايمان أن (درهم وقاية خير من قنطار علاج), فوقاية جميع طلبة المدارس منذُ البداية هو وقاية للمجتمع الاردني كامل, ووقاية المجتمع الاردني كامل يعني وقاية وانقاذ وطن كامل من تفشي فيروس معين.
تهوية الغرف الصفية وتنظيفها يوميا امر ضروري, ثم تنظيف الوحدات الصحية في المدرسة وتعقيمها يوميا امر ضروري ايضا, واكثر من ذلك فان متابعة سلامة مواد المقاصف المدرسية وصلاحيتها وطرق تخزينها لا يقل اهمية عما سبق ذكره, كذلك ينبغي على ادارات المدارس توفير الماء والصابون ومواد التعقيم للطلبة والهيئات التدريسية في هذه الفترة بالذات..اما في جانب سلوك الطلبة وتفاعلاتهم مع بعضهم البعض كالمصافحة والعطاس والاكل والشرب من وراء بعضهم البعض الى غير ذلك من تفاعل وسلوك, فهذا يحتاج الى برامج توعوية وارشادية مستمرة عبر برنامج الاذاعة المدرسية اليومي, ومن خلال حصص التوعية والارشاد يوميا.
وقاية (مليوني طالب) مدرسي من تفشي اي نوع من الفيروسات هو بمثابة وقاية لمليوني اسرة اردنية, وهذا يحتاج فقط الى نظافة وتعقيم جميع مرافق المدرسة اولا, ثم توعية وارشاد لبعض سلوك الطلبة وممارساتهم ثانيا, فالمسؤولية مشتركة وتحتاج الى تضافر الجهود من الجميع, ..كلنا امل ان تضع كل من وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم وعلى جناح السرعة خطة وقائية مشتركة للطلبة داخل اسوار المدارس, ..نعم نأمل خطة اجرائية تُنفذ على ارض الواقع.
بقي ان نقول: لقد مللنا خطط الورق يا اصحاب المعالي..
فالسلامة العامة مطلب وطني..