تسعى الحكومة جاهدة لتوفير الرعاية الصحية ومنع حدوث إصابات بفيروس كورونا، حيث سجل إصابة نحو 90 ألف شخص في 63 بلدا في العالم، معظمها في الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران.
ولا شك أن حالة من الرعب يعيشها العالم بأسره، خوفا من الإصابة بالفيروس، والأردن كما قال رئيس الوزراء د.عمر الرزاز، ليس بمعزل عن العالم وعليه الاستعداد لمختلف الاحتمالات.
وفي ظل تعامل الحكومة بشفافية مع "كورونا”، فإن ثمة دورا يمكن أن يلعبه المواطن من خلال عدم الانجراف خلف الإشاعات، التي يطلقها البعض من دون إدراك لخطورة بثه أو نقله لمعلومات كاذبة يمكن أن تصيب الوطن بالضرر من مختلف النواحي.
وكما يقال فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وإذا ما تضافرت جهود المواطنين والحكومة معا، فإن تجاوز "أزمة كورونا” يمكن أن تمر بسهولة حالها حال أزمات كثيرة أخرى مرت بها دول العالم، من خلال انتشار سابق لعدد من الفيروسات والأمراض التي تكثر في فصل الشتاء.
يوم أمس، طلب الأردن تأجيل التصفيات الأولمبية المتعلقة بالتايكواندو، والمقرر أن يستضيفها الأردن، وأول من أمس جدد اتحاد كرة القدم برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين تأكيده بوضع معيار سلامة اركان اللعبة كافة والجماهير على رأس سلم أولوياته، وان الاتحاد يتدارس الخيارات كافة، للاستجابة بشكل سريع لأية تعليمات أو ارشادات تصدر عن وزارة الصحة الأردنية، أو توصيات من الاتحادين الدولي والآسيوي، وغيرها من الجهات المختصة.
وفي وقت سابق أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إرجاء مباريات مقررة في الفترة المقبلة، ودعا إلى اجتماعات طارئة مع ممثلين للاتحادات الوطنية والأندية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ما يشير إلى احتمالية توقف معظم المباريات المقررة الشهر الحالي.
وأمس أرسلت رابطة دوري كرة السلة الأميركي مذكرة إلى الأندية الثلاثين في الدوري، حددت فيها تدابير قصيرة الأمد لحماية اللاعبين من التعرض للفيروس، الذي أدى إلى وفاة ستة أشخاص حتى الآن في الولايات المتحدة، وأوصت بأنه على اللاعبين المحترفين السلام بالقبضات مع الجماهير بدلا من السلام الاعتيادي براحة اليد.
أينما نظرت، سواء إلى دول مجاورة أو بعيدة، فان الوتيرة تتسارع وتتنوع القرارات المتعلقة بالشأن الرياضي، بين تأجيل مباريات ومسابقات أو إقامتها من دون جمهور، تحسبا لاتساع رقعة المصابين بالمرض أو وصوله إلى بلدان ما تزال خالية من هذا الفيروس المرعب.
نحمد الله أنه لم تسجل حتى الآن سوى إصابة واحدة بفيروس كورونا لمواطن أردني كان عائدا من إيطاليا، ونتمنى له ولغيره من المصابين الشفاء والسلامة، وفي ذات الوقت يجب أن تتوفر الإجراءات الوقائية المتخذة في المنشآت الرياضية، خصوصا وأن دوري المحترفين لكرة القدم سينطلق يوم غد الخميس، وهناك مباريات جماهيرية تحضرها جماهير غفيرة.
لا بد أن تنسجم القرارات الرياضية مع الإجراءات الحكومية المتعلقة بتوفير أعلى درجات الاحتراز من الإصابة بهذا المرض لا سمح الله، ومن هذه الإجراءات يمكن أن تقام مباريات من دون جمهور أو بعدد محدود، لا سيما وأن عدوى الإصابة بالمرض ربما تكون ممكنة.
نسأل الله العفو والعافية، وأن يزيل خطر هذا الفيروس القاتل عن وطننا والعالم بأسره، وفي ذات الوقت الحذر الحذر، طالما أن ثمة دولا كثيرة أصابها الفيروس، والملاعب والصالات الرياضية من أكثر الأماكن التي تشهد اكتظاظا جماهيريا ويمكن أن تشكل بيئة مناسبة لانتقال العدوى.