خالد عياصرة يكتب : الملك يطالب بالإصلاح، النواب والأعيان، الإخوان والأحزاب، التيارات والمجموعات، الشعب كله يريد وللبلطجة رأي أخر .
من ساكب مرورا بجرش وخرجا في الشمال، وفي الطفيلة والكرك ومعان في الجنوب، وصولا إلى ذيبان والمفرق وعمان، البلد تغلي، الصورة في المظطربه تتسع، نتيجة غياب الحكمة في التعامل مع الأحداث.
جلالة الملك لن أخاطبك الا بلسان ابن هذا البلد الذي عشق، نخاطبك باسم الأنبياء الذين استقروا ومروا من هنا، باسم الشهداء الذين جبلت دمائهم بترابه الطاهر
سيدي تدخل قبل فوات الأوان، قبل أن نقول جميعا: ولآت حين مناص، فالأوضاع في انحدار مستمر، الاحتجاجات في اتساع مضطرد، الجميع ينتظر تدخلك شخصيا لإنهاء الأمر .
الشعب بغالبيته بات فاقدا للثقة بالحكومة والنواب والأعيان، فهم يسيرون في واد مصالحهم الشخصية، والشعب يسير في واد حماية وطنه.
البلطجية ينتشرون في كل مكان، الإعلام ينقل الصورة كما هي في غالبية الأحيان، حيث يصورن هذه الفئة – البلطجية - باعتبارها تابعة للأجهزة الأمنية وتساهم في حفظ لنظام.
هل يعقل أن يتم حفظ النظام بواسطة الحجارة والسيوف والزعران، أي تفكير يطبق في البلد، ومن هو اذ الذي يفكر وفق هذا السيناريو المرعب ؟
خلال الأيام الماضية شهدت البلد عدد من المظاهرات التي صدت بواسطة البلطجية واصحاب سوابق تابعون لجهات لا تفكر الا في التخلص من واجباتها، ودون أن تستشرف نتائج هذه التصرفات.
يا الله، لما لم يأخذ هؤلاء العظة والعبرة من الثورة المصرية، التي ما كان لها أن تنجح لولا واقعة الجمل التي شهدها ميدان التحرير.
البلد اليوم تسير في هذه الاتجاه، مسير مرعب قد يقسم ظهر الجميع، ويقود إلى نشر الفوضى التخريبية، لا اصلاحية تفتح الباب على مصرعيه لأفكار من نوعية الوطن البديل، وليس نهاية باحتلال الأردن .
الأوضاع اليوم تقونا تشعل تخوفنا الذي لا هزل فيه، وتطالبنا جميعا لرسوا على شط الحوار القائم على الاحترام لا الازدراء، حكاما ومحكومين، مولاة ومعارضة، انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا.
خصوصا وان غالبية التقارير الصحفية الدولية، والتي تعتمد التفكيك والتحليل، وفق النمط ألاستخباراتي، تقول : إن الأردن ينحدر صوب الفوضى وان بصورة بطئيه، هذا أن بقي الحال على ما هو عليه دون علاج، يقوم على تشاركيه الفعل الإداري للدولة، لا ألإقصائي المعتمد الان .
احدى أهم شروط هذا الإصلاح إسقاط أفكار على الترقيع وتطييب الخواطر، واعتماد أسلوب إيصال كافة المعلومات إلى صاحب القرار لدراستها، والبناء عليها .هذا الإصلاح لن يتم بواسطة الحجارة ولا بسكاكين البلطجية، بل بواسطة الحوار، ولا شي غير الحوار .
لا يعقل تحت أي بند وفي أي فكر، أن يحاور الأردني الوعي المثقف، بلطجيا لا يتقن الا فنون الضرب والقذف والسب والشتم، بغض النظر من كان يقف خلفهم، فان هذه الصورة سوداوية في جبين البلد، لابد من الوقوف بوجهها مهما كلف الأمر.
ندعوك لتدخل المباشر جلالة الملك قبل أن تشتعل الحرائق في أردننا الذي نحب وحب،ندعوك لتدخل وكف أيدي الأجهزة الأمنية ووزير الداخلية والبلطجة والزعران عن أبناء الأردن، ندعوك لتدخل لثقتنا بك، بعيدا عن الحواجز والوسطاء من مستشارين مستقيلين من المتابعة وغير صادقين فيما يصل الملك.
حقا بتنا لا نعلم إلى أين تسير بنا الحكومة في ظل غياب إستراتجية واقعية للتعامل مع الأحداث التي باتت أكثر تفجرا من ذي قبل .
الله يرحمنا برحمته ..... وسلام على أردننا من الله
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com