عودة الدواعش وإخوانهم!

اخبار البلد-

مع دنو العمليات العسكرية في سوريا، و قبلها في العراق، من الانتهاء، نستذكر رجوع الافغان العرب الى بلادهم و تداعيات ذلك على الحالة الامنية لتلك الدول و ما تلاها من تعقيدات. و الى حد ما ايضا نسترجع ذكريات حرب العراق الاولى (مع ايران) وعودة «المتطوعين»، مع اختلاف الايدولوجيات بين المجموعتين.
من المؤكد ان الاجهزة الامنية، و في طليعتها المخابرات العامة، قد اعدت الخطط الامنية اللازمة للتعامل مع عودة مئات او قد يكون الاف من الاردنيين الذين انخرطوا في داعش و ما شابهها من مجموعات بعد انتهاء وجودهم في سوريا و العراق او حتى ليبيا و غيرها من مناطق التوتر (و بعضهم قد عاد فعلا). نثق في الخبرة و القدرة العالية للقادة الامنيين في التعامل الصحيح مع الوضع و تداعياته بشكل مخطط و سلس لا يحدث بلبلة في المجمتع و لا يؤرق امنه. و لكن السؤال هو ما الذي اعدته مؤسسات الدولة الاخرى للتعامل مع الحدث و الحد من اثاره السلبية المحتملة؟
في العقود الاخيرة قمنا بتعطيل الفكر المنفتح و اصبح الخطاب الاسلامي اليومي، للمسلمين و غير المسلمين، غير فاعل. نكرر دوماً انه بخلاف الديانات الاخرى فان الاسلام ليس فيه رجال دين بل علماء، ولكن كيف وظفنا ذلك؟ واقعنا الدعوي و الارشادي و التربوي و الاعلامي لا زال يعيش في الماضي. والمتمعن في خطابنا اليومي لا يرى غير عناوين وعبارات متكررة ليس لها على ارض الواقع مصداقية حقيقية.
يجب أن نخاطب شبابنا بعقلانية و بواقعية تكسب ثقته و احترامه. ونجتهد حتى نعرف كيف نطبق مبادىء الدين الحنيف و قيمه في زمننا هذا. لا نقدر على مخاطبة الداخل او الخارج الا بلغة خشبية عمادها التاريخ وحده من غير القدرة على تفعيل ذلك بشكل حضاري معاصر.
علينا ادراك، و بسرعة، مكنون فلسفتنا الدينية و الوطنية و الحضارية، بطريقة تقنع الاجيال الشابة قبل ان تستفرد بها موجات الرجوع المضللة، كما فعلت، في وقتها، شراذم الافغان العرب. التاريخ يعيد نفسه فقط عندما لا نتعلم منه.