المعارضة الخارجية.. أدوار مشبوهة

اخبار البلد-

 
أواصل الإجابة عن سؤال صدیق حول المعارضة الخارجیة والأثر الذي یمكن أن تتركھ, بعد أن تحدثت في مقال سابق عن التجربة الأردنیة مع المعارضة الخارجیة, وكیف أنھا لم تترك أثراً یذكر, رغم أنھا تكونت في السابق من ذوات محترمین, لم تكن على معظمھم شبھ فساد, أو تكسب بالعمل العام, أو إدعاء أدوار أو توھم أدوار, أو اختلاق معلومات ومواقف, لذلك عندما اكتشفوا خطأ اجتھادھم عادوا إلى وطنھم, وصاروا جزءا أساسیاً من مؤسسات دولتھ. علماً بانھ لم یعرف عن غالبیتھم الساحقة أنھا سعت إلى تلطیخ صورة وطنھا, مثلما لم تسع إلى نشر الإحباط والس?داویة بین المواطنین, بل على العكس من ذلك, فقد كان الكثیرون من المعارضین الأردنیین في الخارج یحتجون على محاولات الإساءة للأردن الوطن, وكانوا یحصرون خلافھم في المواقف من القضایا السیاسیة, قبل أن تنحاز الغالبیة الساحقة من المعارضة الأردنیة إلى خیار الدولة الأردنیة وتتبنى المواقف التي كانت تعترض علیھا, وقد وصف أحد رموزھا ھذا .الاعتراض بأنھ كان طیش شباب ما أرید أن أقولھ ان المعارضة في الخارج وعن بعد, لا یمكن أن تحدث أثراً إیجابیاً بل على العكس من ذلك, فغالباً ما توظف ھذه المعارضة للقیام بأدوار مشبوھة تسيء فیھ لأوطانھا, بل ولتدمیر ھذه الأوطان, فإن انتھت مھمتھا أو فشلت بھا تم الاستغناء عنھا. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى, فأین ھم أولئك الذین تم استخدامھم لتحریض الشعب المصري عبر وسائل التواصل الاجتماعي, ولماذا اختفوا من المشھد بعد أن أدوا دورھم في ما سمي بثورة .فبرایر 2011 ,ومثلھم سائر نجوم شاشات التواصل الاجتماعي أیام الربیع العربي؟ أكثر من ذلك أین ھم رموز بعض المعارضات العربیة الخارجیة, الذین كانت تُسخر لھم أھم القنوات الفضائیة والإذاعیة, ویتصدرون المؤتمرات, ویسكنون أرقى فنادق العالم؟ ألم یتم شطبھم جمیعاً بعد أن استنفد مشغلیھم أغراضھم منھم. وأولھا تلطیخ صورة أوطانھم, بعد توظیفھم لتأجیج الصراعات بین أبناء الوطن الواحد عرقیاً ومذھبیاً وطائفیاً؟ ألم تستخدم المعارضة الخارجیة خاصة في سنوات ما سمي بالربیع العربي كذریعة للتدخل في الشؤون .الداخلیة للكثیر من البلاد العربیة, بل واحتلالھا وتدمیرھا؟ خیر مثال على الدور السيء والمشبوه للمعارضة الخارجیة, تقدمھ تجربة العراق, فقد عاد قادة المعارضة العراقیة الخارجیة إلى العراق على متن دبابات الغزو الأمیركي, الذي استخدم ھذه المعارضة كجسر وحجة لاحتلال العراق وتدمیره ونھب ثراوتھ, والآن بعد ما یقارب من العقدین من الزمن, ماذا حصد العراقیون جراء مازرعتھ المعارضة الخارجیة, غیر الجوع والمرض والدمار, وثروة كدسھا بعض رموز ھذه المعارضة من خلال متاجرتھم بغذاء ودواء العراقیین, بعد أن عمل بعض رموز ھذه المعارضة لحساب المحتل لا لحساب وطنھم, وأساءوا للمعارضة الحقیقیة التي ك?ن یمكن أن تقود العراق لما ھو أفضل, لولا أولئك الذین لطخوا صورتھ ولطخوا صورة مفھوم المعارضة في .بلادنا