جلالة الملك.. استهداف الوعي الجمعي والنخبة

اخبار البلد-

 
لقد نوھت في معظم مقالتي عن غیاب الإصلاح السیاسي عن الأولویات وعن تحصین الجبھة الداخلیة، وعن عدم فھم دقیق والخلط بین مفھومي إدارة الموارد وتنمیتھا وأولویتھا، وھذا كلھ تم احتواؤه من خلال بیان الأولویات للحكومة والذي جاء مھنیاً ومؤسسیاً ولكنھ جاء متأخراً، والتأخیر نتیجة طبیعیة لعدم فھم حقیقي لجوھر الاستراتیجیة الملكیة للإصلاح الشامل وان على رأس تلك الأولیات یأتي الإصلاح السیاسي كما جاءت بكل لغة واضحة في الأوراق .النقاشیة لجلالة الملك لذلك جاء التدخل الملكي من خلال إعلان جلالتھ أن الاستحقاقات الدستوریة ستجري في موعدھا، باعثاً بثلاث رسائل، وثلاثة عناوین، عنوان الرسالة الأولى داخلي یستھدف الوعي الجمعي الأردني من خلال ترسیخ مفھوم الثبات الزمني للاستحقاقات الدستوریة، وأن الأردن لن یحید عن مشروعھ في استكمال مھام التحول الدیمقراطي النابع من الاستراتیجیة الملكیة للتمكین الدیمقراطي. وبأن كل ما یشاع من أن الظروف الموضوعیة الإقلیمیة والدولیة والعامل الذاتي لا تسمح بأجراء انتخابات نیابیة ھو عبارة عن عدم فھم لتلك الاستراتیجیة الملكیة في الإصلاح الس?اسي وان توقیت الاستحقاقات الدستوریة سیتحول من وعي جمعي إلى وجدان جمعي أي أن الاستحقاقات ومواعیدھا خطوط حمر بغض النظر عن أي ظروف موضوعیة كانت ام ذاتیة وھذا نھج اتبعھ جلالة الملك في كل مراحل التحولات .الإصلاحیة بان یجعل الوعي الجمعي یحتوي ویتكیف مع كل تطور یجري على مشروع الاصلاح السیاسي الشامل أما عنوان الرسالة الثانیة كان موجھاً إلى الحكومة أولاً، وإلى النخبة السیاسیة ومفادھا أنھ آن الأوان البدء في التركیز على الإصلاح السیاسي تحت عنوان توسیع دائرة المشاركة الشعبیة وعلى رأسھا الشباب في الانتخابات النیابیة المقبلة، والتي ألمح لھا بأنھا ستكون انتخابات مختلفة في الآلیة التنفیذیة والنتائج وستوسع دائرة المشاركة السیاسیة في .البرلمان القادم وھذا ما التقطتھ الحكومة مباشرة وھذا ما ترجمتھ في بیانھا الأخیر حول الأولویات الحكومیة في المرحلة القادمة والتي كان الإصلاح السیاسي على رأس اولویاتھا ودعم الھیئة المستقلة للانتخابات في اجراء الانتخابات القادمة من خلال .رؤیة جلالة الملك في اعتماد الشفافیة والنزاھة والعدالة ومحاربة المال السیاسي أما عنوان الرسالة الثالثة خارجیة ومفادھا أن الأردن سائر دون رجعة في مسار الإصلاح السیاسي بغض النظر عن الظروف الموضوعیة أو الذاتیة وصعوباتھا، وأن الاستقرار الأمني راسخ ومتجذر في الوعي الجمعي الأردني رغم محاولات العبث والضغط الممارسة على شعبنا الأردني الشامخ. ورغم أنف الكیان الصھیوني والذي صرح رئیس وزرائھ النتانیاھو بانھ غیر مھتم لموقف السلطة والأردن من مشروع ضم الغور وأجزاء من الضفة، وأننا على یقین بأن التاریخ سیعلمھ درساً حقیقیاً بأن من یعبث مع الأردن مصیره مزبلة التاریخ، فالثابت والمتغیر لدینا لا یمكن أن ? .مس ثوابتنا المستمدة من رسالة الھاشمیین