يا أمل دُنْقُل: كانت في أردنّنا تَلِدُ الرِّجال...!!!

 

تقول الطّرفة أنّ أحدهم دأب على القول لزوجته (عَ الطّالعة والنّازلة) ومهما عملت وكدّت واجتهدت: والله انتو يا لحريم مكيّفات لا شغله ولا عمله ، أكل وشرب وخلفه و(ولاده)، ومع تكرار هذا الأمر معها؛ بحثت عن الخلاص والعمل على تأديبه...؛ وفي يوم قالت له: شو ما سمعت إنّه الرجال صاروا يخلفوا ويلدوا؟ امبارح واحد مخلّف بحارتنا...، ولتخيفه وليقتنع أعطت له بعض أعراض الولادة التي اخترعتها من نفسها لدى الرِجال، وطلبت منه بعد أن أعطته وهو لا يعلم علاجاً يُحدث تلك الأعراض؛ وعليه أن يخبرها في حال حصلت معه... .

 

بعد ساعات عاد إليها مرعوباً ليخبرها أنّ ما وصفته من أعراضٍ قد حصل...، فأمرته بالنّوم على بطنه لأجراء الولادة التي لا بدّ منها منبّهة عليه عدم النّظر والحركة...، فكان منفّذاً مُطيعا...، فأتت بجرذونٍ شرس وأطلقته ليقوم بنهشة دون رحمة من الخلف لتوهم زوجها أنّ عمليّة ولادة حقيقيّة قد تمّت بالفعل...، وما إن انتهت إلّا ولفّت ذلك الجرذون كالطّفل بقماشة وأحكمت ربطه، ولم تترك منه ظاهراً سوى عينيه ليصعب التّعرّف عليه وليعيش أنّه طفل، وقامت بوضعه بجانب زوجها لتعلن له عن انتهاء العمليّة بأمنٍ وسلام، وطلبت منه النّظر لمولوده الجديد واسباغ الحنان عليه ومناغاته (أغّيه...أغّيه...)، فنظر إليه ولم يشاهد سوى عينيه يحدّقان به فقال فرحاً وسعيداً به: الله يسعد عويناتك... لو إنّك عذّبتني...!!!

 

في كلِّ يوم تريد فيه أن تكتب عمّا يجري في أردنّنا العزيز؛ فلا تجد ما تقيّده من جديد سوى الجور والظّلم والتّمادي بهما من قبل بعض مسئولين فاسدين لم يلدوا ولادة بل وضعوا وضعاً فحسبناهم من عيونهم وابتساماتهم مواليد لنا ولم نُدرك بأنّهم في الأصلِ مُسْتَوْلَديِن ولا أقول جراذين كرامة للبشر، فلم يُبرق لنا من عيونهم شيئاً، ولن نجد تحت أنيابهم ومخالبهم جديداً يمكن له أن يُكتبُ أو يُقال؟ فاسمع يا رعاك الله:

 

 يقول الرّائع (أمل دُنقل):

 

لم يعد من شيءٍ يُقال...

 

يا أرض هل تلد الرّجال؟

 

أيّها الرّائع – أمل دُنقل – نعم، في الأردنّ كانت تلد الرّجال...، ولكنّها للأسف الآن تفقس وتبيض، ومنهم من (يقاقي) ويحكم عندنا لسنوات ويبيض كالنّعامة عند جيرانّا ومستعمرينا... .

 

وإلى الذين تخلّوا وسيتخلّون عن الجنسيّة الأردنية لا نقول لهم كأردنيين متسامحين طيّبين سوى: الله يسعد عويناتكو... لو أنكم استحييتونا واستعبدتّونا وعذّبتونا ... الله يسعد جنسيّاتكم!!!!

 

المقال اختلطت فيه اللغة الفصحى مع العاميّة تجسيداً للحالة التي يمرُّ بها البلد: (عَ السّبحانيّة)، وتضامناً مع الحال التي يعيشها الأردني: (بطّلت تفرق)...