خیارات السلطة الفلسطینیة

 تأسست السلطة الفلسطینیة كھیئة مؤقتة لمدة خمس سنوات، نتیجة لاتفاق أوسلو بین منظمة التحریر وإسرائیل، لتكون مقدمة للدولة الفلسطینیة بانتظار الحل النھائي، ومع اعلان صفقة القرن التي سبقھا ّ شرعنة المستوطنات ونقل السفارة الامیركیة من تل أبیب الى القدس وشطب ملف عودة اللاجئین فقد انتھت حقبة أوسلو بكل منتجاتھا وتبدلت ثوابت المفاوضات من قرارات الشرعیة الدولیة إلى ما تطرحھ صفقة القرن لیكون أرضیة فرضت بالقوة لأي .اتفاق جدید في ضوء ذلك یمكن للسلطة أن تفكر بخیارین: إعادة انتاج نفسھا حتى تتمكن من البقاء أو حل نفسھا، خاصة بعد فشل الجھود الدبلوماسیة في حشد التأیید لتمریر قرار ضد صفقة القرن في مجلس الأمن مما یؤكد أن قواعد اللعبة . ً الدبلوماسیة تغیرت ایضا تواجھ السلطة واقعًا صعبًا في الداخل الفلسطیني، فحسب دراسة قام بھا المركز الفلسطیني لأبحاث السیاسات فإن ٨٤٪ من الفلسطینیین یؤیدون انسحاب السلطة من اعترافھا بإسرائیل و٧٧ ٪یطالبون بإیقاف التنسیق الأمني، و٦٩٪ یدعمون الانسحاب من كل بنود اتفاقیة أوسلو. وھذا یضع شرعیة السلطة في محل الاستفھام، فسیاساتھا لا تتطابق مع .رغبات الشارع الذي یعتقد أن السلطة أصبحت أداة أقل تكلفة لاستمرار الاحتلال تحتاج السلطة إذا ارادت إعادة انتاج نفسھا الى استعادة شرعیة تمثلیھا للفلسطینیین من خلال الدعوة لإجراء انتخابات مباشرة للمجلس الوطني الفلسطیني ولیس للمجلس التشریعي، فشرعیة المجلس الوطني تمتد لتمثل جمیع الفلسطینیین في الضفة والقطاع والداخل الإسرائیلي كذلك فلسطینیي المنفى واللاجئین، وھذا ما تحتاجھ السلطة الیوم للوقوف في وجھ تل أبیب وواشنطن، وبنفس درجة الأھمیة تحتاج رام الله لوضع خطط عملیة وسیناریوھات للتعامل مع كل .احتمالات الضغط الممكنة فجمیع الخیارات أمامھا الیوم صعبة، فھي مسؤولة عن دفع رواتب ١٥٠٠٠٠ موظف ومواردھا المالیة مرھونة بید تل أبیب فھي تفتقر لآلیات تحصیل ضریبي مستقل، ناھیك عن خطر أي حصار اقتصادي قد تفرضھ إسرائیل علیھا ولا طباعة مع التعلیقات طباعة سیف الله حسین الرواشدة تمتلك السلطة أدوات مواجھتھ أو التقلیل من أضراره على الفلسطینیین كتوفیر البضائع البدیلة والاحتیاجات الأساسیة .أو تحقیق الامن الغذائي وتوفیر الأسواق البدیلة للمزارعین والعمال الفلسطینیین إضافة الى التعقیدات التي ستنجم في حال انھاء التنسیق الأمني أو تفاھمات أوسلو، مثل موقف قوات الامن الفلسطینیة .في حال قیام قوات الاحتلال بعملیات في الضفة أو قیامھا بإعادة انتشار ھناك ومدى قدرتھا على حمایة الفلسطینیین قد تكون ھـذه فرصة السلطة الذھبیة في ظل اقتراب الانتخابات الإسرائیلیة الثالثة على التوالي لترحیل الازمة من رام الله الى تل أبیب والتأثیر على نتائج التصویت، فالمجتمع الإسرائیلي منقسم بین الیمین بمقابل الیسار والوسط، وكلاھما فاقد لأغلبیة ٦١ مقعدًا من أصل ١٢٠ ،اللازمة لتشكیل الحكومة حسب كل استطلاعات الرأي، فلماذا لا تجعل السلطة . ً خیار الانحیاز لنتانیاھو خطیرا وغالي الثمن؟