الحليم أصبح حيراناً

الحليم أصبح حيراناً

 

شهدت جرش مظاهرة جبهة العمل الإسلامي وحراك  ساكب  للمطالبة بالإصلاحات ومكافحة الفساد. وألقى الشيخ الفاضل سليمان السعد رئيس حركة الإسلاميين في جرش، كلمة وسطية متوازنة، حث فيها المسؤولين على مكافحة الفساد، والمحافظة على مكتسبات الوطن، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين الذين تسببوا بالحالة التي يعيشها الوطن حاليا، وكذلك دعا للحفاظ على مؤسسة النظام. وكان الحضور يردد شعارات للحفاظ على الوطن ومحاربة الفساد، وكان بالمقابل شباب يعيّشوا للملك عبدا لله حفظه الله. وهي مفارقه عجيبة فمن جهة: طرف ينادي بمحاربة الفساد والعدالة الاجتماعية ونزاهة الانتخابات، ومن جهة ثانية أناس يعيّشون للملك وبالتالي أصبح الحليم حيران ما بين هذا وذاك. وهنا لا بد من التنويه إلى فضل رجال الأمن العام والأجهزة الأمنية الأخرى ودورهم الفاعل في حسن إدارة الموقف والتصرف، والحكمة التي امتازوا بها، علماً بأن المجموعتين المتظاهرتين لا يبعدون عن بعضهم أكثر من 15 متراً، بالرغم من محاولة التشويش على الموقف وهذه شهادة حق لا لبس فيها. وانتهت المظاهرة التي مع والتي ضد، مع أنني أرى أن الكل كان مع النظام والملك والوطن ولكن كل شخص حسب رؤيته والكل عبر بطريقة حضارية ومحترمة، والجميع عبر عن رأيه. وهذا هو أردن الهاشميين بامتياز والجميع يعمل في وعاء مصلحة الوطن دون أن يعتدي أحد على الآخر. ولعل هذه المرة مسحت ظواهر العنف التي سبقتها في المرات السابقة، والسبب أن هذه المرة يوجد إرادة حقيقة عند الأجهزة الأمنية لمنع الاحتكاك بين الأطراف. وبالنهاية، اللهم أخرج منّا رجالاً صالحين مؤتمنين على الوطن والمواطن يتولوا أمورنا في ظل القيادة الهاشمية.