الحرب النفسية الصهيونية مستمرة


تواصل ماكنة الاعلام الصهيوني الموجهة من قبل اعلاميين وخبراء في الامن وعلم النفس وقياس الرأي وردات الفعل ،تواصل بث الاشاعات الكاذبة بهدف اربك الموقف الفلسطيني والعربي من صفقة التصفية ،وخلق حالة من الاحباط الشعبي والجماهيري في صفوف الشعب الفلسطيني اولا والشعوب العربية والاسلامية ثاتيا ،وايجاد حالة مشابهة من التردد في الموقف الدولي من الصفقة التصفوية واضعاف التأييد العالمي للموقف والقضية الفلسطينية.
ثلاث اشاعات اطلقها الاعلام الصهيوني بعد موجة الرفض والغضب التي عقب الاعلان عن صفقة العار والعجز ،على المستويات الفلسطينية والعربية والاسلامية والدولية ،حيث لم تلق الك الصفقة اية مساحة ترتكز اليها في اي مكان ،الاشاعة الاولى عقد قمة صهيونية عربية تشارك فيها سبع دول عربية الى جانب الكيان الغاصب لفلسطين وادارة ترامب الوجه الاخر للاحتلال الصهيوني ،والاشاعة الثانية ،عقد معاهدة عدم اعتداء بين عدد من الدول العربية والكيان المحتل ،والاخيرة سحب مشروع فلسطيني من مجلس الامن الدولي يتصدى لصفقة التآمر ويطرح البدائل الواقعية والمقبولة فلسطينيا وعربيا واسلاميا ودوليا.
كل هذا يندرج في اطار الحرب النفسية الموازية للمعركة السياسية والدبلوماسية والمواجهات على الارض،بهدف زعزعة الصمود والموقف الفلسطيني والتشكيك بهذا الموقف والصمود عربيا واسلاميا ودوليا ،وايجاد ممر يستطيعون من خلاله تسويق صفقة العار،واقناع العالم بها ،وكانوا قبل ايام هددوا القيادة الفلسطينية اذا استمرت بالرفض ،وحملوها المسؤولية الكاملة لنتائج ذلك الرفض ،في محاولة لاجبارها على القبول بتلك الصفقة اي ان تقوم بدفن قضيتها بأيديها والتنازل عن حقوق شعبها واهدافه الوطنية والتسليم بأن فلسطين من النهر الى البحر ارضا صهيونية .
يجب عدم الالتفات او الاهتمام بكل ما يصدر من اخبار واشاعات عن مصادر صهيونية ،وضرورة التاكد من صحتها ودقتها قبل تداولها والحديث بها وعنها ،لانها عبارة عن سموم من المعلومات الملفقة والمصنعة بطريقة مدروسة ومخططة ومتعوب عليها حتى تحقق اهدافها ،والصهاينة يعتبرون اي نسبة مهما كانت متدنية من تحقيق هدفهم نجاحا كبيرا لانه غير مكلف واحدث تأثيرا ولو قليلا.
الحرب النفسية تلعب دورا كبيرا في ميدان المواجهة ،سياسيا وعسكريا ،وكثير من الجيوش هزمت وخسرت حروبها بسبب الحرب النفسية ،والعكس صحيح ،وكثير من الدول انهارت وتحطمت وفقدت قوتها وهيبتها وربما سيادتها واستقلالها بسبب الحرب النفسية ،فهذه الحرب ليست بالامر السهل والحذر منها ومواجهتها والتصدي لها مسألة في غاية الاهمية ،والنجاح في افشالها يعادل الفوز في معركة ضارية في الميدان.