مع «هوية» أي إسرائيل تُطبِّعون؟ وبأي «حدود» لها تعترفون؟ (2-2)

ّبرر الجنرال البرھان رئیس مجلس السیادة السوداني, لقاءه رئیس حكومة العدو نتانیاھو في عتیبي, بأنھ جاء لـِ«تحقیق المصالح العلیا للشعب السوداني»..وإذ لم یُحدّد سیادتھ طبیعة وحجم ھذه المصالح, والكیفیة التي ستتم فیھا تحقیقھا، فإن الجدل الآخذ في الاحتدام على الساحة السودانیة كفیل بتظھیر الأمور وكشف الحقائق التي وقفت خلف لقاء تم التحضیر َ لھ في غرف سوداء عدیدة.. اقلیمیة/عربیة واخرى دولیة, وكیف بدا للحظة ان ھناك من «عِلم» بالترتیبات التي سبقتھ، ّ عم ُ ا بدأ یظھر بأن رئیس الوزراء حمدوك لم یكن على علم مسبق، فأدخل السودان في ازمة متدحرجة قد تفضي فضلاً ِعت بین قوى الحریة والتغییر والمجلس العسكري, الذي ُ ضمن أمور اخرى, الى انھیار «الوثیقة الدستوریة» التي وقّ ّ شھد عملیة «تطھیر» أفضت لبروز تحالف بین جنرالات البشیر القدامى, على نحو أسس – كما تبیّن لاحقاً – لتیار ُ «سیاسي» داخلھ, أخذ على عاتقھ مھمة استكمال مشروع البشیر الإقلیمي المنحاز الى محور عربي یُجاھر بالتطبیع ُ ویسعى الى تعمیقھ, ولم یكن اختیار السودان لیكون المحطة «الاولى» للتطبیع بعید كشف صفقة القرن م ّجرد صدفة، ُ بل خ ُ طط لھ بعنایة, وكانت الضربة م ُ وجعة وبخاصة بعد «الإجماع» العربي (المزیّف بالطبع) في اللقاء العربي ّ الوزاري, والذي رفض فیھ ھؤلاء صفقة القرن, وأعلنوا تمسكھم بالمبادرة العربیة وغیرھا من المصطلحات المغسولة, التي لا قیمة لھا في معظم الدول التي التقت في القاھرة. كان السودان من ضمن ھؤلاء الذین قالوا في دیباجة قرارھم: ان الخطة الامیركیة لا تُلبّي الحد الادنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطیني وتخالف مرجعیات عملیات السلام.. َ علن بفخر لقاءه مع نتنیاھو: بأن موقف السودان «مبدئي» من ّ فكیف یتواءم ذلك مع ما «أكده» الفریق البرھان وھو یُ القضیة الفلسطینیة وحق الشعب الفلسطیني في انشاء دولتھ المستقلة؟ بل این ھي المصلحة العلیا للشعب السوداني نفسھ في لقاء كھذا؟ بین یدي نص محاضرة القاھا آفي دیختر وزیر الامن الداخلي الصھیوني الاسبق في معھد ابحاث الامن القومي ایلول العام 2008) قبل عام من انفصال جنوب السودان), تناول فیھا سبع ساحات عربیة واقلیمیة ھي فلسطین، لبنان، ّ سوریا، العراق، مصر، السودان وایران, قرأتھا على موقع «أمة عربیة» ویدیره الباحث المصري محمد سیف الدولة, : ُ نشرتھا الصحف العبریة في الوقت جاء فیھا حول السودان إن إضعاف الدول العربیة الرئیسیة بشكل عام واستنزاف طاقاتھا وقدراتھا, ھو واجب وضرورة من اجل تعظیم ..» َ قوة اسرائیل وإعلاء منعتھا في مواجھة الاعداء. وھو ما یُحتّم علیھا استخدام الحدید والنار تارة والدبلوماسیة ووسائل ُ الحرب الخفیة تارة اخرى. والسودان بموارده وساحتھ الشاسعة كان من الممكن ان یصبح دولة اقلیمیة منافسة لدول َسمح لھذا البلد بأن یصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربي .«مثل مصر والعراق والسعودیة, وعلیھ فإنھ لا یجب ان یُ ّ فصل حول دور اسرائیل في جنوب السودان ودارفور.لو قرأھا الجنرال...الذي یرى إسرائیل سویسرا المحاضرة تُ .واستخلص دروسھا