دائرة الافتاء ترد على نقيب المحامين وتدعوه "للتوبة والاستغفار"

اخبار البلد _ قالت دائرة الافتاء الاردنية ان صفات القاضي الواردة في مجلة الأحكام العدلية يمكن أن تتوفر في أي إنسان، خاصة لمن درس القانون وعلوم الشريعة، وليست من صفات الله تعالى كما فهم البعض، بل إن هذه الصفات لا يختلف عليها العقلاء.

واضافت دائرة الافتاء في بيان توضحي لما جاء على لسان نقيب المحامين مازن ارشيدات : " إن دائرة الإفتاء العام لتؤكد على وجوب الالتزام بما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم في عنق كل مسلم وعلى رأس هذه الحقوق وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره في الأفعال والأقوال، وتنصح المسلمين باجتناب مواطن الشبه والزلل عند التعرض لذكر النبي صلى الله عليه وسلم" .

وكان ارشيدات قال في مقابلة تلفزيونية ان صفات القاضي الواردة في مجلة الاحكام العدلية لا تتوفر في النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، وعاد قال مجددا في بيان اصدرته النقابة الثلاثاء ان هذه الصفات لا تتوفر الا في الله .

واختتمت دائرة الافتاء بيانها بالقول : " ولا يظن بمسلم ينتسب لمدرسة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ينتقص من جنابه صلى الله عليه وسلم، ومن صدر عنه ما يفهم منه ذلك، فعليه المبادرة بالتوبة والاستغفار ".


وفيما يلي نص البيان :


بيان صادر عن دائرة الإفتاء العام


إن دائرة الإفتاء العام في هذا البلد المسلم العربي الهاشمي الذي يتمتع بقيادة هاشمية تتشرف بالانتساب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتؤكد أنها ترفض الإساءة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام، ولا تقبلها من أيٍّ كان، فالنبي صلى الله عليه وسلم كامل في صفاته البشرية، زكاه الله تعالى في خلقه في محكم التنزيل فقال سبحانه: (وإنك لعلى خلق عظيم) القلم/4، وزكاه في عقله فقال: (ما ضل صاحبكم وما غوى) النجم/2، وزكاه في بصره فقال: (ما زاغ البصر وما طغى) النجم/17، وزكاه في لسانه فقال: (وما ينطق عن الهوى) النجم/3 وزكاه في فؤاده فقال:(ما كذب الفؤاد ما رأى)النجم/11، وزكاه في معلمه فقال: (علمه شديد القوى) النجم/5، وجمع فيه من صفات الكمال مالا يحوزه بشر، واختاره للنبوة  والرسالة لما غرس فيه من فضل وكفاءة وكمال قال سبحانه: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) الأنعام/124، فصلى عليه الله تعالى وصلت عليه الملائكة تكريماً له وإظهاراً لفضله وأمر المؤمنين بالصلاة عليه تعظيماً لقدره الشريف، فقال تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) الأحزاب/56، ولا يجوز أن يقدّم أحد من البشر على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أنكر ذلك فقد أساء وتعدى.

فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كامل في جميع صفاته وأفعاله وأقواله، ولا يكتمل إيمان المؤمن إلا إذا اعتقد بذلك ونطق بالشهادتين جميعاً "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله".

وقد عرف المسلمون منذ عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم حتى يومنا هذا مقام النبوة الذي حازه سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام مما يستوجب منا تعظيم النبي وتوقيره، قال تعالى: (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً) الفتح/9، ولذلك قال الفقهاء: ويعتبر ساباً للرسول صلى الله عليه وسلم كل من ألحق به صلى الله عليه وسلم عيباً أو نقصاً في نفسه أو نسبه، أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو ازدراه، أو عرض به، أو لعنه، أو شتمه، أو عابه، أو قذفه، أو استخف به ونحو ذلك.


وقد حذّر الله تعالى المؤمنين من مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ومنعهم من ذكر اسمه مجرداً إظهاراً لفضله ولما له من حق على المؤمنين  فقال تعالى: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) النور/36.

وكل ما ورد في مجلة الأحكام العدلية من صفات القاضي، يمكن أن تتوفر في أي إنسان، خاصة لمن درس القانون وعلوم الشريعة، وليست من صفات الله تعالى كما فهم البعض، بل إن هذه الصفات لا يختلف عليها العقلاء.

وإن دائرة الإفتاء العام لتؤكد على وجوب الالتزام بما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم في عنق كل مسلم وعلى رأس هذه الحقوق وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره في الأفعال والأقوال، وتنصح المسلمين باجتناب مواطن الشبه والزلل عند التعرض لذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لا نجعله عرضة للألسنة حتى يبرئ الإنسان ذمته أمام الله تعالى وأمام نبيه عليه السلام وأمام المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» رواه البخاري.

ولا يظن بمسلم ينتسب لمدرسة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ينتقص من جنابه صلى الله عليه وسلم، ومن صدر عنه ما يفهم منه ذلك، فعليه المبادرة بالتوبة والاستغفار.

ونسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب والسداد في القول والفعل، وأن يجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
والحمد لله رب العالمين.

دائرة الإفتاء العام