في وداع ثقافة العيب ..!

تراجع ما يسمى « بثقافة العيب «,سمة اصبحت ملفتة للانتباه في مجتمعنا وينبغي أن تقدر عاليا لتعزيزها.
فقد بات من الطبيعي ان تجد شبابا اردنيين ومن كلا الجنسين يعملون بمجالات مختلفة من المهن كان ينظر اليها قبل عقدين  على انها لا تليق بهم ,او بمستواهم العلمي او الاجتماعي ,فكانوا يترفعون عنها بأنتظار الوظيفة.
 احصائيات وزارة العمل تشير الى اهمية المبادرات التشغيلية التي تقوم بها اذ ساهمت في خفض نسبة البطالة . وذلك يتضح من ارتفاع نسبة المقبلين على العمل في القطاع الانشائي والفندقي وقطاع التعدين، حيث تعمل الوزارة على تطبيق رؤيتها القائمة على احلال العمالة المحلية مكان العمالة الوافدة تدريجياً  من خلال التعاقد مع المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة وتمويل خريجي مؤسسات التدريب المهني بقروض ميسرة لاقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة، بالاضافة الى رفع سقف الحماية الاجتماعية في التشريعات العمالية، حيث بلغت نسبة عدد الذين تم توظيفهم من مختلف مديريات التشغيل والتدريب المهني حتى نهاية 2010 ما يقارب (7057) عاملا، ومازال الاقبال على هذه المهن يشهد ارتفاعاً مما يساهم بالتقليل من حجم البطالة والانخراط بالمجتمع المحلي، وبالتالي مساعدة اسرهم وعائلاتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة .
ويقول الدكتور «حسين الخزاعي» استاذ علم الاجتماع المشارك في الجامعة الاردنية:  ثقافة العيب بدأت تتلاشى  في المجتمع الاردني  من وجهة نظر الشباب وخاصة الشباب الذين هم على مقاعد الدراسة الجامعية ،  بسبب ارتفاع معدلات النمو السكاني  في الاسر الاردنية حيث ان معظم الشباب الذين على مقاعد الدراسة لديهم اخوان او اقارب او اصدقاء   لم يجدوا العمل بعد التخرج مباشرة، وعند النظر الى معدل  الانجاب في الاسر الاردنية نجده  (5.6) مولودا  وخاصة خارج العاصمة ، الامر الذي يزيد من عبء الاعالة على ارباب الاسر الاردنية وخاصة المتمثلة في نفقات التعليم الجامعي.  ويبين ان  نسبة كبيرة من الطلبة يقبلون على  سوق العمل وهم على مقاعد الدراسة ، حتى لو كان العمل مؤقتا وبأجر محدود, وهذا يخلخل ماتعارف عليه المجتمع من ثقافة العيب ويصبح امراً مألوفاً له عند التخرج من الجامعة.
ويؤكد الدكتور الخزاعي على ان السوق الاردني جاذب للعمل وخاصة مع وجود عمالة من دول عربية في الاردن ، الامر الذي شجع ابناء الوطن للانخراط في سوق الانتاج .   ويقول الطالب فؤاد مراد  ان نظرته الشخصية للعمل ساعدته في تجاوز العثرات الاجتماعية بحيث استطاع ان يقنع غيره بأهمية الانخرط بسوق العمل  لتأمين الاحتياجات الشخصية ومستلزمات الحياة .
ويوضح ان ارتفاع  معدلات البطالة ساعد الشباب على تحدي ثقافة العيب وشجعهم على البدء في العمل حتى لو كان مخالفاً لطموحاتهم ورغباتهم ،بدلاً من انتظار الوظيفة المناسبة او الراتب المناسب.
وتقول الطالبة تريزا العودات تخصص هندسة برمجيات :  اعتمد على نفسي في توفير مردود مالي مستقل  الامر الذي يساعدني في تأمين احتياجاتي الخاصة ، من خلال عملي في مطعم وجبات سريعة واشجع الشباب على الانخراط بسوق العمل والتعرف عليه عن قرب بدلاً من الحكم عليه بأنه لا يليق بهم .
ويصف مازن القضاة  تجربته في العمل الفندقي بأنها ممتعة ومفيدة ويضيف ان نظرة الناس الى المهن اختلفت عما كانت عليه بالسابق نتيجة الوضع الاقتصادي وما شهدته المنطقة من تغيرات سريعة، لذلك انصح العاطلين باتخاذ القرار السليم الذي من خلاله سيدركون قيمة الوقت .