الملك، والقراءة العميقة
بعد مولد اعلان صفقة القرن لم يتبخر الشعب الفلسطيني ولم تنتهِ حالة السجال السياسي ولم تنتهِ ايضا قضية ترامب او توقف اجراءات الملاحقة ضد بيبي، فان الحال يبقى على ذات الحال ولم تفلح غبار المولد باضافة مكتسب لاي طرف من الاطراف المتشاركة او الداخلة سوى انها اعادت للاذهان مخطط برنارد لويس للمنطقة في ثمانينات القرن الماضي ولم يفلح ايضا اللوبي المتطرف بزعامة بولتن وكرين بلانت على اختلاق حرب (عربية- اسرائيلية) / ايرانية في المنطقة.
وهذا مرده الى تلك اليقظة التي يتمتع بها الرئيس دونالد ترامب عندما وقع على ما فاده من خارج صندوق بيت القرار عند اتخاذه للقرار الذي جاء بعقلانية واتزان، الامر الذي ادى الى ايجاد مناوره سلمية ايرانية امريكية هذا اضافة الى مولد في البيت الابيض بعد ما تم تشكيل هوامش وفواصل رؤية ترامب لحل عقدة النزاع وفق ارضية عمل لن تفضي الى نتائج بدون عودة الاطراف الى طاولة المفاوضات، فان الانطباع الذى شكله مولد البيت الابيض لن يحمل نتائج على ارض الواقع رغم كثرة الغبار والضجيج الذى رافق هذا الحدث، فان الانطباع لن يشكل حقيقة بينما يكون العكس ولا الغبار قادر على بناء مرحلة الا اذا هدمنا البناء، ولا صوت الضجيج يعني ولادة شرعية لان الشرعية بحاجة الى الطرف الذى يمتلكها ليقبل بنتائجها وهذا لم يكن في البيت الابيض ولم يشارك في المولد.
وبهذا يكون الرئيس دونالد ترامب قد انهى تعهداته للايباك قبل الدخول في اجواء الحملة الانتخابية القادمة مقدما بذلك ليلى الايباك لكن على طريقة ترامب الخاصة، بينما اخذ نتنياهو ليلاه هو الاخر عندما كسب مرافقة خصمه السياسي غانتس للبيت الابيض بهدف تشكيل حكومة ائتلافية، هل سينطلي هذا المولد على دهاقنة اصحاب القرار في الايباك وعلى صناع القرار في تل ابيب هذا ما سيمكن استنباطه وقراءة تحليلاته بعد الانتخابات الاسرائيلية القادمة.
فالحقيقة ان الضفة الغربية وغزة كما القدس هي اراض محتلة منذ العام 1967 وهى مازالت كذلك، واذا كانت حكومة تل ابيب قادرة على بسط ولايتها على الاراضي المحتلة فمن يحول بينها وبين فعل ذلك وهي التى تمتلك القوة والنفوذ والسيطرة لكنها تبحث عن القرار والقبول وهذا يمتلكه الشعب الفلسطيني والامة، ولولا اتفافية كامب ديفيد واسلو ووادي عربة لما استطاعت تل ابيب ان تنال اقرار سيادتها على اراضي فلسطين التاريخية.
اما الانطباع الذى اراد البعض ان يجعل منه واقعا ويشكل منه حقائق على الارض في ميزان معادلة الحقيقة والانطباع فلن يمر او يصل الى مبتغاه، نتيجة حالة المعرفة العميقة لصناع القرار العالمي و التي بين مضمونها جلالة الملك في خطابه العميق في ستراسبورغ في البرلمان الأوروبي، فان مسالة الاعتراف بالاخر احد الاشتراطات المهمة في دخول المنطقة الى منزلة المصالحة الحضارية والثقافية والدينية والسياسية وهذا ما يجب ان يكون ارضية العمل لانجاز حالة السلم الاقليمي المستهدف وتكون تيار الثقافة الانسانية المراد تكوينه، دون الدخول في ابواب مصلحية خاصة تفقد العلوم العامة والاستراتيجية المراد تكوينها قيمها واهدافها السامية تجاه اطلاق حركة التعايش الثقافي والمذهبي في مهد الحضارات الانسانية التى مركزها القدس بوصايتها المباركة.ر