« تفّاحة «الصحافة» و»بطّيخة الأدب»

أخبار البلد - عندما بدأت العمل الصحافي كنتُ اخشى سقوط « بطيخة الأدب» من بين يدي ومن وجداني، وبخاصة بعد أن استغرقتني «مهنة المتاعب».
لكن «خوفي» سرعان ما تبدد ووجدت نفسي أصدر كتابا كل عام وأحيانا كل عامين. ولحسن الحظ توصلت إلى «صيغة» عفوية من دون تخطيط مني. وهكذا وجدتني أجمع بين « الأدب والصحافة» ضمن منظور الكتابة بشقيها الإنساني والإبداعي.
وتسألني عن الحافز للكتابة وأراه بكل تواضع « رسالة» سواء للناس أو للمرأة التي أحبها. والحقيقة أنني مدين للمرأة بكل تحولاتها.
فلولا « صعوبتها « لما كانت القصيدة أو القصة أو حتى النص النثري !.
دائما ما أسعى إلى عذابي وكأنني « سيزيف» لا يستكين إلا بوجود الزلازل والبراكين داخل روحي. بالطبع يصعب علي التكهن بمواعيد الكتابة وهويتها وشكلها.. تماما كما يصعب معرفة تقلبات المرأة إلا حين تجد نفسك غارقا في حبها. فلا بد من وجود « مُنغّص» في الحياة لكي نكتب. ولا بد من وجود « قلق» و « رغبة» في التغيير.
هناك حافز آخر.
فأنا اكتب أحيانا لكي اصحّح مساري العاطفي أو الاجتماعي.. وأحيانا لانتقد ذاتي أو احاسب روحي أو لاوقف عربة عواطفي الجامحة.
.. أحيانا اكتب لأظل قريبا من الحُلُم.
فمن دونه أشعر بتوقف الحياة.. حياتي.
ربما لم اقنع نفسي بقواعد ثابتة في الكتابة ولم استسلم بعد لضوابط النقاد.. فتركت أصابعي تعبث بالكلمات وتلهو بها ما شاء لها أن تلهو وتعبث.
فكلما اصدرت كتابا جديدا اشعر بالفرح ذاته الذي داعب فؤادي حين حملت مولودي الأول ورأيته يتنقل بين الناس «على قلتهم أو كثرتهم».
لم اكتب نصف ما أريد.. ولهذا لم أتحمس دائما للكتابة ولدي مشاريع لكتب مقبلة انتظر إنجازها بلهفة عاشق لم تمنعه الأمطار والرياح من الخروج إلى الشوارع للقاء حبيبته.
لا استطيع وصف مشاعري ودهشتي حين ظهر اسمي لأول مرة في «بريد القُرّاء» في جريدة «الدستور» وانا في المرحلة الثانوية.
او عندما وصلتني « رسالة « من مجلّة « العربي « وكانت بامضاء الدكتور أحمد زكي رئيس التحرير. ومَن هو د.احمد زكي « العلاّمة والاديب والذي كانوا يُطلقون عليه « الدكاترة احمد زكي « اول رئيس تحرير لمجلة العربي التي تصدر بالكويت منذ أكثر من 60 عاما.
كانت اول رسالة تصلني بالبريد من خارج الاردن. وجاءت ردا على مادة أدبية كتبتُها عن « رسالة الغُفران « لأبي العلاء المعرّي.
فقد « اعتذرت مجلة العربي عن نشر مقالتي.وهي تتمنى أن تصلهم مني مقالة أخرى «.
ترى هل كان الدكتور أحمد زكي بجلالة قدره وقامته، يدري ان صاحب المقال لا يزال ( طالبا في المرحلة الثانوية)؟.
لكنه الاحترام والمبادىء التي تسير عليها المجلة العريقة.. وهو ما تكرر عندما وصلتني رسالة من المفكّر والصحفي الكبير المرحوم احمد بهاء الدين الذي تولّى رئاسة تحرير « العربي « بعد وفاة الدكتور احمد زكي.
وهكذا في محاولاتي التالية والمبكّرة من حياتي عندما بدأ اسمي يظهر في المجلات العربية مثل مجلة « لوطن العربي « و « كل العرب» و « اليوم السابع « و « المجلة « و « المنابر « اللبنانية وغيرها حتى استقر بي القلم في جريدة «الدستور».
الدنيا حلوة والكتابة أيضا!!