«مصفاة» من ورق!

اخبار البلد-

 
سؤال یتكرر طرحھ على مختلف المستویات بشأن مشروع مصفاة البترول التي تم الإعلان عن إقامتھا في تلك محافظة معان المتعطشة لأي استثمار من شأنھ أن یحقق بعض التوازن لأھلھا، الذین بشروا بالكثیر من المشاریع دون .أن یلمسوا شیئاً على الأرض السؤال لیس اقتصادیاً، مع أنھ یحمل الكثیر من الثغرات التي یفكر بھا أي متابع، ویقف عندھا حائراً دون إجابة. لكنھ سؤال سیاسي، محكوم بالكثیر من تعقیدات المرحلة أولاً، وبالواقع الذي تعیشھ المملكة وتمر بھ المنطقة. عدا عن واقع .المحافظة وشكواھا المتواصلة مما یصنفھ أھلھا بأنھا شيء من الإھمال، وكم من الفساد فأبناء المحافظة یتذكرون بغصة الوعد بإقامة مصنع للطائرات العمودیة، وآخر لسیارات الروفر. ویستذكرون قصة مصنع الزجاج الذي تمت تصفیتھ، وما تحتویھ مناطقھم من مناجم لأفضل وأجود أنواع الرمل الزجاجي، والكثیر من .الثروات في السؤال المطروح لماذا في معان الكثیر من المضامین السیاسیة، محورھا ما جاء في المقدمة من ظروف سیاسیة تتطلب التھدئة، والتخفیف قدر الإمكان من أیة احتجاجات أو شكاوى أیاً كان موضوعھا. والعمل على لم الشمل وقوفاً .في وجھ مشاریع طالما تم التحذیر من خطورتھا، ومن انعكاساتھا علینا وتتعلق تلك المشاریع أو «السیناریوھات» إما بـ «صفقة القرن» مباشرة، أو بنتائجھا المنتظرة، والتي بالتأكید لن تكون في صالحنا، وتستدعي إعادة تنسیق المواقف لتصبح موقفاً واحداً موحداً، یتناغم مع كثیر من الإجراءات التي اتخذت بترتیب من «عقل الدولة»، والتي نجحت في استیعاب إضراب المعلمین، ومطالب النقابات، ومنح موظفي الدولة زیادات على رواتبھم، والإعلان عن مجموعة من الحزم الإجرائیة التي یعتقد أنھا تحفز الاستثمار، وتوفر المزید من .فرص العمل من ھذه الزاویة، ھناك من یرى أن مصفاة البترول، وما یتبعھا من مجمع للبتروكیماویات التي قیل أنھا ستفتتح بمحافظة معان قد تكون جزءا من المشروع الحكومي الذي یستھدف المواطنین في المحافظات الجنوبیة، التي یجري .التركیز علیھا، ووضع ظروفھا الاقتصادیة والاجتماعیة تحت المجھر الإشكالیة ھنا، أن كل من لھ علاقة بالاقتصاد، مقتنع بأن «المشروع العملاق» ما یزال مجرد حبر على ورق، وأنھ لا توجد أیة إجراءات على الأرض تبشر بإمكانیة ظھوره إلى حیز الوجود، حیث تم الإعلان عنھ على عجل، وقبل تأمین .متطلبات الترخیص، وعناصر التأسیس، وغیرھا من متطلبات أساسیة كل ذلك یستدعي أن تكون الحكومة على درجة عالیة من الحذر، بحیث تختار الطریقة المناسبة لطمأنة الناس على .واقعھم ومستقبلھم، وإقناعھم بأن وحدة الصف عملیة مھمة جدا لمواجھة الأخطار المحدقة وبالتوازي التأكید على أن الأردن قوي، وأنھ یمتلك من المقومات والوسائل ما یمكنھ من مواجھة أیة أخطار قد تواجھھ، سواء أكانت نتاجاً لـ «صفقة القرن»، أو أیة عوامل أخرى. والمھم ھنا ھو الصراحة والصدق. ولیس الترویج «لمشاریع «من ورق.