حكومة دولة الرئيس حسان دياب آخر طوق نجاة للبنان

أخبار البلد - بقلم فراس الور

ولدت بظروف صعبة جدا و بعد ثورات كانت بالعديد من الاحيان دامية بين الثوار والجيش... و كنت حذرا جدا و سألت نفسي مرارا و تكرارا ان كانت ستحظى بدعم الشارع اللبناني ام لا... و ان كانت ستنولد بالرغم من ضغظ الشارع على الدولة بعدم تشكيلها بقيادة دولة حسان ام لا... و لكنني شعرت بقليل من الارتياح حينما وقف دولة الرئيس امام الصحفيين و ابدا انفتاح على اسئلتهم و تحاور معهم و ابدى استعداداه لتبني طلبات الثوار... و وقف يحاورهم عن توقعاتهم عن اداء تشكيله الوزاري... وقف كاي رجل دولة بشخصية منفتحة و قوية يحاول طمئنة الراي العام و الصحفيين بان حكومته ستعمل جاهدة بحل المشاكل الاقتصادية و السياسية في بلاده... راي ان كلامه كان يحمل رسالة مبطنة للشارع اللبناني... و هي "اعطونا مجال لنعمل فنحن لبنانيون مثل الثوار"... هذه الشخصية التي هي شخصية رجل الدولة لم اراها لا من رئيس الجمهورية اللبنانية مع اسفي بهذا التصريح و لا من الوزير جبران باسيل...

هذه الحكومة ولدت و لبنان تلتهب من حوله مشاكل ضخمة لاقتصاد منهار و بغياب تام لاية سياسة داخلية تخاطب مشاكل الدولة اللبنانية و الشعب اللبناني... و بغياب تام لاي نشاط على صعيد علاقاتها الخارجية... لبنان بقايا بلد بفضل الفساد و الصدمة التي الحقته به الثورة التي تدخل شهرها الثالث بقوة... و كل ما لدى اللبنانيبن هو حكومة حديثة العهد و رئيس وزراء بدا منفتحا نحو الشارع اللبناني و له الاستعداد لتحمل المسؤلية ببناء دولة من جديد... لا اقتصاد و لا دولة و لا سياسات بين ايدي اللبنانين و لا شيئ يبنون به دولتهم سوى حكومة ابدت الاستعداد للتعاون مع المواطنين لبناء الدولة... مهما كانت المآخذ عليها انها جناحين جديدين للدولة لتبني جسدها من جديد و لتحلق من جديد بالسماء.... فهل من المنطق ان اغلق الباب بوجهها... اللبنانيون كانوا على حق طوال الوقت و هم يضغطون بالثورة لحكومة تحاكي طموحاتهم... و اتتهم حكومة بوقت حساس دولتهم به منهارة تماما... سيخطئون جدا ان اقفلوا الباب بوجهها... هذه الحكومة لو وجدت دعم الثورة ستصبح وطنية بامتياز فحتى لو هنالك شخصيات فيها لهم صداقات او علاقات حزبية لا ترتفي لتوقعات الثوار قد يختلف ادائها كليا و هي تعمل على ارض الواقع كل وزير بموقعه، و قد تنهض بالبلد الى الامام.... هذه طوق نحاة للبنان و حتى لو لم ترتقي الى توقعات الثوار قد تسحب الدولة اللبنانية الى بر الامان... يجب ان تتفق الاحزاب السياسية جميعها مع الثوار على هذا الامر لمصلحة لبنان... فلا سمح الله ان سقطت حكومة دولة حسان دياب و احتاجت الدولة اللبنانية الى ثلاثة او اربعة اشهر اصافية لتشكيل حكومة غيرها... هل سيتحمل لبنان هذا الفراغ بالحكومة لشهر واحد اضافي...؟