الغرب سيكثف الضغط على الرئيس اليمني للتنحي بعد فشل وساطة الأمم المتحدة

غادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر والوفد المرافق له صنعاء امس دون التوصل الى نتيجة في مساعيه للاتفاق على نقل السلطة، فيما يسود توتر كبير في شمال صنعاء على خلفية مطالبة سكان باستعادة منازلهم التي صادرها مسلحون قبليون معارضون .
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن بن عمر غادر بعد زيارة اطلع خلالها على آخر المستجدات في الساحة اليمنية.
ونقلت الوكالة عن بن عمر إنه وخلال زيارته الأخيرة التي استمرت أسبوعين اجتمع بمجموعات تمثل توجهات متنوعة وأحزاب مختلفة».
وأضاف:»لقد تأثرت كثيرا بقدرة التحمل التي تبديها كافة شرائح الشعب اليمني وهي تحاول التكيف مع العنف والنقص في الإمدادات والقيود على الحركة وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبلهم».
وأردف بن عمر قائلا: «لكن لصبر اليمنيين حدود ، وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا الجمود ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والإصلاح والتعافي» ، محملا القادة اليمنيين مسؤولية التوصل لحل سياسي .
وأضاف:»يجب على القادة اليمنيين ألا يخفقوا في تحمل هذه المسؤولية القيادية» ، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستواصل الانخراط مع كافة الأطراف في هذا المنعطف الخطير في تاريخ اليمن وستواصل مساعدة اليمنيين للسير قدما.
إلا أن تقارير محلية أشارت إلى فشل بن عمر في مهمته ، وذكرت وكالة «مأرب برس» أن بن عمر فشل في إقناع الرئيس علي عبد الله صالح بالقبول بآلية تنفيذية للمبادرة الخليجية ، كان قد وافق عليها نائبه عبد ربه منصور هادي.
على صعيد متصل ، ذكرت مأرب برس أن عشرات الآلاف شاركوا في مسيرة صباح امس بالعاصمة اليمنية.
وأوضحت أن المسيرة الجماهيرية الحاشدة انطلقت من ساحة التغيير بصنعاء باتجاه منطقة القاع قبل أن تضطر لتغيير مسارها جراء قطع الطرقات أمامها من قبل جنود الأمن المركزي وعشرات البلاطجة المنتشرين في الشوارع المؤدية إلى مبنى رئاسة الوزراء.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام ومحاكمة صالح وأولاده جراء ما اقترفوه من جرائم بحق المعتصمين والمتظاهرين السلميين في عدد من المحافظات اليمنية ، كما أكدت المسيرة على التصعيد السلمي حتى تتحقق جميع أهداف الثورة.
وقال شهود عيان بأن قوات موالية لصالح نشرت في جميع الشوارع المؤدية إلى القصر لجمهوري بوسط العاصمة صنعاء الأسلحة الثقيلة ، تحسبا لاتجاه المسيرة إلى القصر الجمهوري. كما أكدوا بأنه تم وضع العديد من مضادات الطيران فوق سطح القصر الجمهوري وأسطح بعض البنايات القريبة منه.
في غضون ذلك قال دبلوماسيون ان الدول الغربية تأمل في تكثيف الضغط على الرئيس اليمني للتنحي عن السلطة من خلال مشروع قرار مقترح في مجلس الأمن في وقت يتزايد فيه الاحباط بسبب اخفاق محادثات نقل السلطة.
وقال دبلوماسي غربي كبير في صنعاء «قرر المجتمع الدولي اننا بحاجة إلى زيادة الضغط الان.» وأضاف «لم يتخذ أي قرار بعد حول شكل القرار الذي ربما نسعى إليه...لكننا في حاجة إلى تخطي مرحلة البيانات في الوقت الراهن.»
وابلغ عدة دبلوماسيين غربيين في نيويورك رويترز بأن الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين يضعون الخطوط العريضة لمشروع قرار محتمل يدعو اليمن للتمسك بخطة نقل السلطة التي توسطت فيها دول الخليج.
وتراجع صالح ثلاث مرات عن التوقيع على اتفاق نقل السلطة مما اثار المخاوف من زيادة حدة الاضطرابات التي قد تقوي شوكة المتشددين وتزيد من حالة عدم الاستقرار على مقربة من المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقال دبلوماسي اخر في صنعاء «الفكرة تتمثل في ابقاء اليمن تحت الضغط. هذا سيضع جانبي الصراع تحت المجهر.»
وقال دبلوماسيون في نيويورك ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لم تطلع روسيا والصين العضوين الدائمين الاخرين في مجلس الامن على الخطوط العريضة لمشروع القرار المقترح.
وليست هناك اي دلائل واضحة على ان موسكو وبكين على استعداد لدعم قرار من هذا النوع في المجلس.
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه «لا نريد البدء في التعامل مع اليمن قبل أن يوافق المجلس على شيء بشأن سوريا.»
وقال دبلوماسيون بمجلس الامن ان الاعضاء الاوروبيين بالمجلس يحاولون منذ ايام اقناع روسيا بقبول قرار مخفف بشأن سوريا يهدد باتخاذ «اجراءات موجهة» ضد دمشق اذا لم توقف حملتها ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية دون تهديد صريح بفرض عقوبات في الامم المتحدة.
ويقول مبعوثون اوروبيون انهم يأملون ان يصوت المجلس على مشروع القرار الخاص بسوريا اليوم الثلاثاء.
وأصدر مجلس الامن بيانا بشأن اليمن في اواخر حزيران عبر عن «القلق العميق» ازاء الوضع هناك ورحب «بجهود الوساطة المستمرة من مجلس التعاون الخليجي لمساعدة الاطراف في التوصل إلى اتفاق للمضي قدما.»
وقال دبلوماسيون غربيون ان البيان جاء بعد أشهر من الخلاف بشأن اليمن نتيجة اعتراضات روسيا والصين ازاء ما اعتبرتاه تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.
وفي نفس الوقت تضغط الولايات المتحدة والسعودية على صالح لتسليم السلطة لنائبه.
واتهمت المعارضة الحكومة بابطاء المحادثات بعد عودة صالح المفاجئة الاسبوع الماضي من غياب دام ثلاثة أشهر في السعودية حيث كان يعالج من حروق اصيب بها خلال محاولة فاشلة لاغتياله.
ويقول الكثير من الدبلوماسيين المشاركين في المفاوضات ان الجانبين عالقان في دورة متصلة من اتفاقات شبه مكتملة وغالبا ما يتم اعاقتها بسبب تصاعد وتيرة العنف.
وقال دبلوماسي كبير اخر «اعتقد ان الجانبين يعرفان اهمية هذا ومع ذلك فانهما لا يسارعان الخطى على امل ان هناك شيئا افضل بانتظارهما.»
وعبر مسؤولون بالحزب الحاكم بشكل غير علني عن القلق بسبب من زيادة الضغط اذا تسلط الضوء عليهم في مجلس الامن.
وقال المحلل اليمني علي سيف حسن ان هذا سيكون مصدر قلق بالغ للحكومة مشيرا إلى انه ليس القرار الأول الذي يعبرون عن القلق بشأنه والمرجح ان يكون بسيطا. وقال انها المرة الثانية وان القادم سيكون اسوأ وسيمثل ضغوطا كبيرة.
ومن المقرر ان يعود مبعوث الامم المتحدة إلى نيويورك خلال الايام القادمة لاطلاع مجلس الامن على نتائج مهمته. وقالت بعض المصادر انه قد يقترح صدور قرار بعد ذلك بفترة وجيزة اذا بدا ان المفاوضات في صنعاء وصلت إلى طريق مسدود.