هل وصلكم الغاز في "العبدلي"؟

اخبار البلد-

 
لمجلس النواب وجوه زائفة عديدة.

وجوه خادعة تخفي خلفها ضعفا لا يستهان به في الأداء والإنجاز وعدم احترام ما تعهد به البعض لقاعدته الانتخابية.

أصوات غاضبة وبيانات خطابية لدى البعض تؤدي إلى نتيجة واحدة، موافقة الحكومة في كل شيىء، تماما كما يقول المثل العربي "تمخض الجبل فولد فأرا". حتى إذا دخلت الحكومة جحر ضب دخلتموه خلفها.

لا يتذكر المواطن الأردني ملفا واحدا تبناه النواب وحققوا من خلاله إنجازا وطنيا يؤرخ لهم، ويكون إرثا لهم ولعائلاتهم.

سيردون عليك اتهامك بقائمة تحاكي طول سور الصين العظيم، من القوانين والتشريعات التي أقرها المجلس، وكأن أقرار القوانين معجزة اختصها بها المجلس الحالي دون غيره من المجالس النيابية.

ربما يكون المجلس الحالي هو أكثر مجلس في تاريخ الحياة النيابية في الأردن الذي هدد وتوعد وأنذر وأرغى وأزبد بالويل والثبور للحكومة إذا لم تطرد السفير الإسرائيلي، وبوقف العمل بمعاهدة "ودي عربة" وبوقف جميع أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال. فكان حالهم كالحكاية العربية "أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل".

المحصلة النهائية، ومع انتهاء الوقت الأصلي ودون وقت إضافي، السفير لم يطرد، والاتفاقية باقية ومصانة بالتشريعات والقوانين التي أقرتها المجالس السابقة، ولا يزال علم الاحتلال يرفرف في منطقة الرابية، والغاز العربي المسروق يضخ من "المتوسط " إلى الأردن رغما عنا وعنكم، فهل وصلكم الغاز المنهوب في منطقة العبدلي؟

لا نطمح إلى تحقيق أية أمنية في الفترة المتبقية من عمر المجلس، نتمنى فقط أن لا يشد البعض على أعصابهم أكثر من اللازم فيحدث فتق لا تحمد عقباه، وأن يكمل البعض مدتهم الدستورية غير مأسوف عليهم وعلى أدائهم الهزيل والضحل.

وأتمنى أن يخفف الكتاب والصحافيين والنشطاء من حملتهم على بعض أعضاء المجلس الحالي. لكن لماذا نطلب هذا الطلب الغريب؟، لأن الضرب بالميت حرام، كما يقول الأشقاء في مصر الحبيبة، أو كما قال أبو الطيب المتنبي " وما لجرح بميت إيلام".