دبّر حالك

اخبار البلد-

 
ورثنا ضمن ما ورثنا من زمن « قراقوش «، مبدأ اسمه « دبّر حالك».
اذكر ان المرحوم أبي كان يرسلني وانا طفل صغير بالليل البهيم ووسط ظروف غاية بالصعوبة إلى دار عمّي البعيدة لكي اجلب له « طنجرة « لانه في اليوم التالي « كان عندنا عزومة «.
كنتُ وقتها صغيرا ، أخاف من « العوّ « اي الكلب ومن « الضبع « وكل الوحوش التي كان الاهل يحشرونها في رؤوسنا قبل ان ننام.
وعندما عبّرتُ لأبي عن خوفي من المشوار ، قال « دبّر حالك «.!
وفي السنة الأولى من المدرسة وقبل أن يعرفني المعلّم او حتى اعرفه، فاجأني بسؤال وأوقفني إمام اللّوح « السبّورة «، ولم اعرف الجواب.
قلت له وانا ارتجف» ما باعرف.
قال « دبّر حالك «.
ارسلتني المرحومة امّي لشراء الخضار ،حين كنتُ صبيّا يافعا وحذّرتني من ان « البيّإع يضحك عليّ و يعطيني بندورة خربانة و مخمجة.
طبعا..
اشتريت اي شيء.وعدتُ وتعرضتُ لوابل من التأنيب من السيدة الوالدة وامرتني ان ارجع للبائع.. وارميها بوجهه.
رفض البائع « ترجيع الخضار « واتّهمني أنني انا الذي اتلفتها.
ودار « بوزه « وقال : دبّر حالك .
أحد الجيران فتح « المزراب» وتدفق ماء المطر إلى منزلنا، وعندما اعترضتُ وقلت له : هذا سلوك غير حاضر ولا يجوز للجار ان يؤذي جاره.
قال : يا اخي دبّر حالك.!
اذكر عشرات القضايا التي مررت بها وكانت نهايتها « دبّر حالك «..
والان، قد يسألني أحدكم « ما فهمنا الموضوع « شو قصدك؟
سوف اعيد الكُرة إلى مرماه واردّ عليه:
« دبّر حالك «...
أراكم.. أمس !!!