ماهر ابو طير يكتب : الخوف من قتل ليث شبيلات
لا يمكن الدفاع عن اي شكل من اشكال البلطجة، سواء البلطجة اللغوية، او بواسطة اليد، لان كل القصة تحتمل الاخذ والعطاء، والحوار بين الناس، دون تجريح او تخوين او ايذاء.
يقال هذا الكلام في وجه كل محاولات البلطجة التي يتعرض لها كثيرون، مما جرى في دوار الداخلية، مروراً بما جرى في وسط البلد، وصولا الى ما جرى في مواقع اخرى.
البلطجة قد تأخذ البلد الى فوضى دموية مفتوحة، ولا تعبر عن مستوانا الذي نفترض وجودنا فيه، اذ يشعل النار مراهق متهور، فلا يُطفئ النار كل عقلاء البلد عندها.
ذات المبدأ ينطبق على السياسي ليث شبيلات، فالرجل قد تتفق معه وقد تعارضه، لكن لا احد يقبل ان يتم الاعتداء عليه، لغوياً او باليد، وقد تعرض الرجل لبلطجة من درجات مختلفة.
من ضربه عند مخبز صلاح الدين، وسط البلد، مروراً بتكسير سياراته، في حوادث مختلفة، وصولا الى ما جرى في جرش، من محاولة الاعتداء عليه وتكسير سيارته، وهي رسائل تحفل بالسوء وتعبر عن العنة السياسية، وغياب القدرة على محاورة الناس.
الرجل مؤمن بالنظام الملكي طوال عمره، وليس انقلابياً، وقد يقول كلاماً مرتفعاً لا يحتمله احد، وقد يراه كثيرون انه يُحّرك الغضب في عمان والمحافظات، ويقوم بتهييج الناس، بكلامه الجريء، وهذا رأي يقبل التدقيق والتقليب.
المشكلة ليست في ليث، بقدر وجود حراك عام، حتى بمعزل عن ليث شبيلات، وقد شهدنا جلوس ليث في بيته، غير ان الحراكات والشعارات التي تتجاوز السقوف بقيت وزادت، وهذا يوجب فتح كل الملف، لا البحث عن رمز لتكسير رأسه لاخافة الاخرين.
بهذا المعنى المشكلة ليست مشكلة ليث شبيلات، حتى لا يتم تحويله الى عنوان منفرد يتوجب تحطيمه او ضربه او تكسيره بأي طريقة كانت، في بلد خبر التسامح والحياء وحسن الاخلاق تاريخياً.
ننبه لامر خطير جداً، فالرجل في رسالة سابقة الى رئيس الديوان الملكي السابق ناصر اللوزي، المح الى احتمال مقتله وموته، واوصى اولاده وعائلته، وكأنه يستشعر الموت غيلة وغدراً، ثم عاد الاثنين في مؤتمره الصحفي ليتحدث عن انه سيواصل مسيرته ولو من قبره، وهكذا تتواصل اشاراته حول الموت والقتل والقبر؟!.
ما نخشاه، محبين لليث وناقدين ايضاً، ان يأتي طرف محلي متهور، وله حساباته، او طرف اقليمي او دولي، ويغتال الرجل من اجل دب فوضى دموية في البلد، ومن اجل اتهام الدولة بأنها الفاعل، ومن الغباء بمكان ان يسبق كل هذا اعمال بلطجة وتهديد له، فتكون عندها البيئة خصبة لكهذا اتهام.
لو وقعت جريمة كهذه علينا ان نتخيل الفوضى والخراب، لان ليث شبيلات شخصية عامة، ولها قبولها العام، دون فئوية او جهوية، او اي تعريف ضيق، ولا يمكن تقزيم الرجل تحت عناوين مختلفة.
كل ما نخشاه ان يتحول الرجل الى هدف لمن يريد اغراق البلد في فوضى دموية وانتقامات وثأر وغضب، وتقديم البلد باعتباره يقتل اولاده، وعندها لن ينفع الندم، ولا عض الاصابع، وقد يكون مطلوباً الاعتذار للرجل وتطييب خاطره والاستماع الى رؤيته.
مهما كان الكلام الذي قاله "ابوفرحان" فلا يتم الرد عليه ببلطجة، فهو قامة معروفة، والبلطجة عليه تزيده شعبية، وتفتح باب التأويلات والحساسيات، وتجعل التربة خصبة، لاي غدر او خيانة، او توريط لكل البلد، في مستنقع الدم.
لنعتذر الى ليث شبيلات عن كل هذه الافعال ، التي لا تليق بنا، ولا بمكانته، ولنبحث معاً، عن حل وطني عام ينقذ هذا البلد العزيز والغالي، من سوء الادارة، وسوء الحسابات، وسوء النتائج ايضاً.
حماية البلد لا تتم بالبلطجة، لان البلطجة في النهاية ستولد ردود فعل، وسنغرق جميعاً في مستنقع الدم لاسمح الله، والدول والشعوب الراقية تجد حلولا لكل مشاكلها، بأقل الكلام واقل الكلف.
هذا تحذير مرتفع الدرجة، لحماية حياة الرجل اولا، ثم لاعادة مراجعة كل سياساتنا الحالية.