الملك إذ يحذر من أزمات جديدة في المنطقة
اخبار البلد-
قبیل جولتھ الأوروبیة التي بدأھا جلالة الملك یوم أمس الثلاثاء حذر جلالتھ في مقابلة متلفزة مع قناة فرنسا 24 من
أزمات جدیدة في المنطقة واشتعال النار والحرائق في عدد من المناطق مشیراً إلى أن خطر الإرھاب ما زال ماثلاً
.للعیان
الملك في المقابلة حذر من استمرار وجود «داعش» في منطقة غرب العراق وشرق سوریا على الرغم من الضربات
التي تلقاھا التنظیم الا انھ مع وقف ضربات التحالف الدولي الذي تقوده أمیركا في العراق لمحاربة «داعش» إثر مقتل
.قاسم سلیماني فإن التنظیم یعید تشكیل نفسھ وقواتھ ولم ینتھ أبداً
ھذا الأمر یقتضي من العراق وسوریا والتحالف الدولي تركیز العملیات في مناطق تواجد التنظیم لإنھاء وجوده حیث
.لا یشكل خطرا على العراق وسوریا فحسب بل على عدد من الدول المجاورة بما فیھا الأردن
في نفس الوقت حذر جلالتھ من عملیات نقل المقاتلین من شمال سوریا وخاصة إدلب إلى لیبیا لمقاتلة قوات الجیش
اللیبي، وھو ما سیؤدي إلى اشتعال النزاع في العدید من الدول المجاورة مع مخاوف من دخول القوى الإقلیمیة على
الأزمة اللیبیة، مما سیؤدي إلى اشتعال جبھة جدیدة من الحروب العرب لیسوا بحاجة لھا الآن. إن خطر نقل المقاتلین
الموالین لتركیا من فصائل تقاتل في سوریا إلى لیبیا كبیر جداً وھو أمر سیقود إلى تحشید جدید من قبیل دخول الجیش
.المصري على الخط ما یعني تدویل العملیة السیاسیة في لیبیا
في نفس الوقت حذر جلالتھ مجدداً من خطر إیران على المنطقة، مؤكداً أنھ عندما تحدث قبل سنوات عن «الھلال
. ّ الشیعي» كان یقصد الھلال الإیراني الذي تكون وتكرس وأصبح الیوم أمرا واقعاً في العراق وسوریا ولبنان
وكشف جلالتھ عن أن الأردن كان في العام الماضي 2019 مستھدفاً إذا وصلت معلومات استخباریة للأردن وتم رصد
.حلقات اتصال بین ایران وبعض وكلائھا في المنطقة لاستھداف مواقع في الأردن
إن الخطر الإیراني اصبح على حدود الدولة العربیة في المشرق سواء الأردن او دول الخلیج مع وجود الوكلاء في
لبنان والیمن وسوریا وفلسطین وھو ما یقتضي من العرب موقفا موحدا تشارك فیھ الدول المعنیة وتتحد من اجل ردع
.الخطر القادم من الشرق والقریب من حدونا وحدود دول الخلیج وحتى الى مصر
ّ إن الأزمات التي تعیشھا المنطقة الیوم، وتفرق العرب وما أدى إلیھ ما سمي بـ «الربیع العربي» وتفتت الدولة العربیة،
وانشغال معظم الدول في معارك داخلیة، أو حروب خارجیة عوامل من شأنھا التاثیر على الأمن القومي العربي وھو
ما یستدعي عقد لقاءات على مستوى القیادة العربیة في المرحلة القادمة لمواجھة ھذه المخاطر التي اصبحت تھدد
.الامن والاستقرار في المنطقة
ما لم تتداع الدول العربیة إلى موقف موحد من مخاطر الدول الإقلیمیة وتدخلھا في الشأن العربي كما رأینا في ازمات
العراق وسوریا ولبنان والیمن ولیبیا فإن المنظومة العربیة باكملھا ستكون أمام واقع جدید ھي الخاسرة فیھ وھو ناقوس
.الخطر الذي دقّھ جلالة الملك في المقابلة مع التلفزیون الفرنسي.