مقابلة جلالة الملك؛ ترجمة لمحاور العبر والنتائج (1-2)
اخبار البلد-
ستعراض فحوى ومحاور المقابلة الصحفیة التي أجرتھا قناة فرانس 24 مع جلالة الملك بیومھ الأول كعمید للقادة
العرب حملت من الدلائل والمعاني محطات یجب الوقف على إحداثیاتھا لأخذ النصیحة والعبرة تمھیدا لرسم خارطة
طریق لشرق أوسطنا الملتھب بأتون نار وحروب یدار الجزء الأكبر منھا على أرض أمتنا العربیة بالوكالة، فتقدم
الدماء العربیة قربانا لشعلتھم وتدفع النفقات والغنائم من خیرات امتنا، حیث جاء حدیث جلالتھ شاملاً وواضحاً، یحمل
بین فقراتھ النصیحة والرؤیة الثاقبة، فحدیثھ بمختلف المواضیع الحاضرة والتي تشكل المحتوى النقاشي على المستوى
الوطني والعربي والاقلیمي والدولي، تظھر جلیاً أولویات ملكیة تھیمن على محتوى الأجندة التي یحملھا جلالة الملك
برحلتھ الأوروبیة، یستخلص منھا بوضوح سیاسة الإعتدال والحكمة والتحلیل المبني على حقائق الواقع، بھدف
ترطیب الأجواء المعكرة بغیوم ملبدة وجعلھا أكثر نقاء لتناسب طموحات الشعوب وتترجم أحلامھا بحیاة كریمة بعد
.مخاض مریر عبر سنوات الماضي من الصراعات والحروب وعدم الإستقرار
جلالة الملك لم یتمسك بشعارات البعض التي یراھا ھؤلاء مدخلا للنقاش، لأنھ الأقرب للواقع بحكم حنكتھ وقراءتھ
وتحلیلاتھ، ففي كل فقرة أو إجابة لتساؤل ھناك توضیح ونصیحة بلغة مختصرة ومفیدة، لا تحمل متاھة التفسیر
للخطوة القادمة التي من شأنھا إعادة الاستقرار لمنطقتنا بغض النظر عن خلفیات ھذا التوتر الذي یطحن ویصھر
ویستھلك مقدرات الشعوب وثرواتھا، ویصادر آمالھا، فالمقابلة الملكیة احتوت في واحد من محاورھا وجود رؤیة
ملكیة شاملة لجمع الكلمة العربیة وتوحیدھا، وإعادة الألق والوحدة بعد سنوات من التشرذم نتیجة مخططات الفرقة
الاستعماریة التي عبثت بأبجدیات الأمة، فجلالتھ قد أكد بأكثر من مناسبة حتمیة الترجمة والتطبیق بالتكامل للوحدة
العربیة بقواسمھا وأركانھا ومصیرھا، وھي مرھونة بالوعي العربي داخل البیت العربي والتي ستنعكس على الشعوب
ُ العربیة التي عانت بما یكفي، فجیل الشباب الحاضر ولد من رحم الصراعات والحروب، ویستحق الشعور بالرخاء
والاستقرار والسلام، وأن یستمتع بمقدرات الحیاة وبعیداً عن لغة القتل والخوف والحرب والدمار، لغة الموت بصورھا
.المختلفة
جلالتھ أعلن خلال المقابلة نیتھ للتوجھ لإلقاء خطابھ أمام البرلمان الأوروبي، ویراھن على أداء المھمة بالدرجة الكاملة
باعتباره یمثل صوت الحق والاعتدال والوسطیة، ولھ من مخاصل الحكمة بضرورة إقناع الدول الأوروبیة بدور أكبر
في استقرار المنطقة ومواصلة دعم الدولة الأردنیة التي تواجھ مشكلات اقتصادیة فرضھا واقع المنطقة وشكلت عبئا
على موازنة الدولة الأردنیة نتیجة استقبالھ لأفواج الھجرات والنزوحات القسریة المتتالیة من دول الجوار، والتي
شكلت ضغطاً إضافیا مضاعفا على البنیة التحیة والموارد الإقتصادیة المحدودة، بأمل مبادرة القادة الأوروبیین بتفھم
الواقع الصعب والمبادرة بالوفاء بوعود الدعم التي أطلقت بأكثر من مؤتمر ومبادرة، فجلالتھ أعلن ببدایة حدیثھ وفي
كل مناسبة محلیة أو عالمیة بأنھ یرید حیاة أفضل للأردنیین وتوفیر فرص عمل للشباب المتعلم الجاھز للقضاء على
البطالة، حیث الخیار الأردني والتزامھ بالسلام ھو خیار استراتیجي مبني على مصلحة الشعب والمنطقة، واقع یفرض
خطة وبدائلھا للتعامل مع تحدیاتنا الإقتصادیة الداخلیة لتوفیر حیاة أفضل للناس وتروي شجیرة الأمل بالمستقبل بحدیقة
الأحلام للشعوب، وجلالتھ یعي الحقیقة بمباحثاتھ الأوروبیة بوجود الدعم الذي یقدم للأردن مع الشكر والامتنان، ولكن
لا بد من زیادة ھذا الدعم والإیفاء بالاتفاقیات السابقة من الدول المانحة لاستمرار رعایة واستضافة اللاجئین
.والنازحین، وللحدیث بقیة