مكالمة مع خالد مشعل!

 


 


كانت الساعة تشير الى العاشرة والربع من مساء الجمعة الماضي، واذا بالهاتف الخلوي يخبرك بموسيقاه ان مكالمة واردة اليك من دمشق.

مكتب خالد مشعل في دمشق، والموظف يقول ايضا ان «ابوالوليد» يريد ان يحادثك، وكان يومها قد عاد خالد مشعل من عمان الى دمشق بعد ساعات من زيارته الى عمان، حيث عاد والدته المريضة، جاء الخميس صباحاً، وغادر الجمعة عصراً.

كلام كثير في بداية المكالمة.. وقد سألت خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حول قضايا عديدة، كان ابرزها حول الذي سيفعله الشعب الفلسطيني بعد مؤشرات الفشل في الامم المتحدة، باستثناء الجانب المعنوي بشأن قيام الدولة الفلسطينية؟!.

مشعل اتصل اساساً ليعلق على مقالي الذي جاء الجمعة تحت عنوان «خالد مشعل في عمان للمرة الثانية» والذي طلبت عبره فك عقدة الجفاء بين عمان وحماس، وان يتم السماح لقيادات حماس بدخول الاردن اسوة ببعض القيادات الفلسطينية التي تنسق مع اسرائيل ليل نهار، وتشتغل مع الامن الاسرائيلي، معتبرا انها خطر على الاردن، مقارنة بقيادات حماس الاقرب الى الاردن في الثوابت بشأن حق العودة وبقية الحقوق.

سألت خالد مشعل عن الذي سيفعله الفلسطينيون لان خيار الانتفاضة الثالثة غير واضح حتى الان، ولا خيار المقاومة تمت العودة اليه، وخيار المفاوضات غير شرعي وغير منجز، ولا الدولة الفلسطينية قامت، وهو وضع معقد جدا يحتار امامه الفلسطينيون.

ابو الوليد قال ان البيت الفلسطيني بحاجة الى ترتيب، وان المصالحة الفلسطينية لا بد ان تكتمل، وان حماس تقف في مربع المقاومة، غير ان الطرف الاخر يقف في مربع اخر، وقد يكون صعبا ان يأتوا الى مربعنا، وصعب ايضا، ان نذهب الى مربعهم، غير ان علينا ان نجد طريقا بقواسم مشتركة بين الطرفين.

اضاف.. ان الذهاب الى الامم المتحدة قد يكون حقق جانبا معنويا لكنه لم يحقق شيئا على الارض، وحتى لو اعترف العالم بدولة فلسطينية فما جدوى ذلك على الارض، خصوصا، ان ما يجري على الارض خطير، معتقدا، ان مواجهة هذا الوضع المأساوي لا يكون الا بحوار فلسطيني والوصول الى مصالحة حقيقية.

تركت كلمات مشعل اثرا، لان السؤال الذي لاتجيب عليه السلطة الوطنية، ولا كل التنظيمات الفلسطينية، يتعلق بخيار الشعب الفلسطيني خلال الفترة المقبلة، لان كل الابواب مغلقة، السلام والمفاوضات وقيام الدولة والانتفاضة الثالثة.

حتى المقاومة بمعناها الفني تتعرض الى اشكالات من غزة المحاصرة وصولا الى الضفة الممشطة امنيا، وخيار المقاومة بات اضعف بسبب عوامل كثيرة.

الكارثة التي يواجهها الشعب الفلسطيني هذه الايام تتعلق بعدم وجود خريطة طريق موحدة، وعلى الاغلب سيبقى الوضع يراوح مكانه، لان لا اتفاق بين الفرقاء الفلسطينيين على حل موحد، فيما اسرائيل تنهش القدس والضفة، مرتاحة لهذا الخلاف والانقسام.

من دمشق غادر خالد مشعل الى طهران، ليلقي كلاما مهما في مؤتمر دولي، حول فلسطين، وقد كنت اتمنى له، مع تقديري البالغ لشخصه ان يقول الكلام من دمشق او عمان او الدوحة او القاهرة، او حتى اسطنبول، حتى لا يبقى خصوم حماس يقولون انها تنام في الحضن الايراني.

mtair@addustour.com.jo