بطيخة منتصف الليل

 


 


منذ بدأت المدارس، وانا مشغول جدا بموعد نوم ولدي الصغير الذي بلغ الصف الأول ابتدائي، وصار يعتبر نفسه « رجلا « والأهم من ذلك انه يريد ان يرافقني في مشوار المشي؛الذي أُمارسه كل يوم الساعة الثامنة مساء في منطقة «الجبيهة/الغربية»

ولكنني أرفض ما يريده الصبي خوفا عليه من طول المسافة التي نقطعها (حاتم السيد، وأنا). ناهيك عن التوقفات أمام إحدى الصيدليات لشراء بعض المنشطات الغذائية التي تساعد على تقوية العضلات من أجل الحصول على رشاقة عالية.

وفي آخر مرة اكتشفتُ أن وزني نقص بدلا من ان يزيد. وتوقف « العدّاد « عند (68) كيلو غراما ـ غرام عن غَرام بفرق ـ .

كما ان الصديق المخرج المسرحي رفيقي في المشوار المسائي همس في أُذني : «حاول ما تجيب ابنك عشان نوخذ راحتنا بالحكي، الواحد منا ما بضمن حاله وهو ماشي شو بحكي».

وذات يوم وللدقة، ذات مساء، تأخرتُ عن الصبي الذي يصرّ الا ينام الا بعد ان أروي له حكاية. والمشكلة أنه ـ الصغير ـ يتابع المسلسلات التركية المدبلجة. وهذه الأيام يتابع مسلسل «بائعة الورد». ويكون لزاما عليّ الانتظار حتى ينتهي عرض المسلسل ثم اقوم بدور «المنوّم» لفلذة كبدي. او بمعنى أدقّ «فرية» كبدي؛ لأنه يفري كبدي لكثرة ما يطرح من أسئلة و كل ذلك بعد منتصف الليل.

كان حاتم السيد يريد شراء بطيخة. وطبعا موسم البطيخ اوشك على الرحيل. وبصعوبة وجدنا بطيخة محترمة بعد منتصف الليل. وعندها عدتُ، لأجد الطفل ينتظرني على أحر من الجمر. عندها لم يكن امامي بدٌ سوى سرد أي حكاية؛ لكي ينام الصبي.

وكانت النتيجة أن الولد ظل نائما وحين استيقظنا اكتشفنا ان باص المدرسة قد جاء ومضى.

كل الحق على البطيخة!.



talatshanaah@yahoo.com