رحيل باني عُمان

اخبار البلد-

 
قلة ھم القادة الذي تقترن نھضة بلادھم بأسمائھم، وقلة من البشر یبذلون الغالي والنفیس، بل یضحون حتى الرمق .الاخیر من عمرھم لصالح ومستقبل بلادھم ھذا ھو السلطان قابوس بن سعید طیب الله ثراه، فقد امضى 50 ُ عاما لبناء عمان، انسانا وعمرانا ونظاما ودولة واقتصادا وفنا، ونقلھا الى عصر الحداثة، علما وادارة ومؤسسات، بل واعاد لھا ماضیھا التلید وعراقة حضارتھا عبر التاریخ، بروح تحاكي التقدم، بعد ركود نال منھا، الى ان جاءت النھضة عام 1970 على ید السلطان قابوس، فرسخ ُ قوام الدولة على العلم والادارة والقانون، فجال ابناء عمان في مختلف دول العالم یطلبون المعرفة والخبرة، ما مكنھم ُ من بناء دولة حدیثة یشار لھا بالبنان، فمن خیر عمان اقیمت المدن وصروح العلم والصناعة، وسخر ?روات بلاده لتنمیة وطنھ، ونأى بالسلطنة عن حروب الاخرین، وتوترات الاقلیم الملتھب، بل كان جامعا للاضداد، وممھدا لحل الخلاف الامیركي الایراني حول الملف النووي، وعاملا جادا من أجل السلام والتصالح بین العرب وغیرھم، دارا .للفتنة والانغماس في متاھات الدمار التي لا تبقي خیرا للشعوب، ولا مستقبلا للاجیال القادمة السلطان الراحل لم یتدخل في شؤون الأخرین، بل كان متسامحا معھم، ولم یتوقف عند الأخطاء، بل واجھ المعضلات ُ بالحكمة، ولغة المنطق والحوار، بعیدا عن علو الصوت وضجیج الاعلام، فالھدوء والسكینة طبعا وجھ عمان، لتكون بؤرة استقطاب لطالبي العون السیاسي لفرقاء الیمن بالتحدید، وكان لخارجیتھا جولات صامتة بین العدید من اطراف النزاع والصراع في المنطقة في العراق وسوریا ولبنان، ولم تغلق مسقط ابوابھا یوما في وجھ مساعي الخیر لتقریب وجھات النظر، أو من ضاقت بھم ویلات الحروب، طالبین السلام والطمأنینة، ولم تذھب لمقاطعة أي نظام عربي،? .لأن التواصل في نظر قابوس خیر من أي قطیعة ولأي سبب ُ الایادي الخیرة للسلطان الراحل لم تتوقف على بناء عمان، بل امتدت للدول العربیة والاسلامیة، وذاكرة الاردن واسعة ُ في ھذا المجال، ولم یكن دور عمان وخاصة في الیمن وغیرھا عبر تاریخھا الحدیث، إلا مسح الجروح واغاثة الملھوف، فعمل السلطان وبتوجیھات منھ، على مد الید الیمنى للیمن بالتحدید، فعلى حدود الیمن یقدم الغذاء والدواء والكساء والوقود بعیدا عن كامیرات التصویر، فجل عطاء قابوس ستظھره الایام ولن تنساه الاجیال العُمانیة مدى .الحیاة، فمن ینسى أباه وأخاه وصانع المجد والمستقبل لھ من وصیة قابوس نقرأ حكمة ستبقى متداولة طیلة العصر العُماني والعربي الحدیث، فخلیفتھ جاء بوصیة، ومباركة من مجلس الدفاع الاعلى بقوامھ من عسكریین وقضاة المحاكم العلیا ومجلس العائلة بحسب نظام الحكم، درا لأي خلاف، .وصونا للدولة، وزیادة للتعاضد بین مكوناتھا، للحفاظ على الانجاز والتطلع للمستقبل بأمل . ُ رحم الله قابوس باني عمان الحدیثة