رسالة إلى.....

قد نسارع في رفع الظلم عن أنفسنا،ولكن نكتشف، أننا نحارب بسيف مكسور،ربما هي الظلمة الحمقاء التي يُبتلى بها الفرد منا عند غضب الله عليه،فيجعله مُفسد في الأرض،مُتعدٍّ على حقوق الغير،مُتبجِّحٌ في يقينه أنه يفعل الصواب،أو يُقنع نفسه بذلك وهذا بِحدِّ ذاته مصيبة،تماماً كمن لا يُصلي ويُقنع نفسه أن الله غفورٌ رحيمٌ بعبادِه،وتناسى أن الله بالمقابل شديدُ العقاب.
يتفاخر بالظلم ،يأخذ حقوق الغير عُنوة،مع تبريرٍ واهٍ وكلامٍ لا معنى له،تبريرٌ مضحكٌ يدل على فراغِ العقل والنفس إلا من المحسوبيةِ والضلالةِ المُفرطة.
اللّافت في الأمر،مَن هم أخذوا حقوق الغير،يعيشون الدور ويتفاخرون بما حصلوا عليه بالباطل،تسرقهم دنياهم،فرحون بما أنجزوا ونالوا،سلَبتهم الدنيا شرف التنافس الشريف ونيلَ الحقوقِ بالأحقيةِ،لا بالواسطة والمحسوبية.
لا يجب علينا أن نتساءلَ لماذا نحن في مؤسساتنا المنتشرة في أنحاء المملكة الحبيبة في تردٍّ وتراجعٍ مَهول،نرى الموظف في تذمرٍ دائم،وشكاوى لا تُعد ولا تُحصى من التغول والتنمُّرِ عليهِ في مسيرتهِ المهنيةِ والعملية،والغريبُ في الأمر السعي لإعداد دراسات لمراجعة تطوير الأداء المؤسسي وتقييمه.
كيف نريد أن نرى التقدم والازدهار في وزاراتنا ومنشآتها وهيئاتها ومؤسساتها،والموظف المناسب لم يوضع في مكانه المناسب!!
كيف نريد رؤية إنجازات لموظف سُلبت حقوقه!!! هل فاقدُ الشيءِ يُعطيه!!
علينا مراجعة عملية تطوير الأداء والسعي قُدُماً نحو الوقوف على أسباب تردي الأداء،وقبل محاسبة الموظف على تراجع أدائه أو سلوك قد بدر منه،يجب على الحكومة تحري أسباب ذاك السلوك وأسباب تردي الأداء.
عندما تريد الحكومة تقييم أدائها والدخول في المنافسة العالمية في المجالات المختلفة،عليها البدء بوضع النقاط على الحروف وإحقاق الحق وإنصاف الموظف ووضعه في مكانه المناسب ليتسنى لها فيما بعد تقييم أدائه وتقويمه إن تطلب الامر،وتنافس به وبإنجازاته عالمياً ودولياً.
وقبل أي تعديل وزاري لخطأ ما في إحدى الوزارت،على الحكومة مراجعة أسباب التردي فالوزير لم يكن يوماً سببٌ في إفشال أو إنجاح وزارته،إنما هو قائد لمركبٍ قد تُضلله الحاشية بِكلامها المعهود (كل شي تمام معاليك).
يعني من الآخر وبالعامية خلينا نقولها ما دمرنا إلا قولة

كل شي تمام معاليك.
الأمور ممتازة عطوفتك.
الوضع رائع دولتك
وين الخطأ لما تحط الشخص المناسب بمكانه المناسب!!! معجزة؟؟؟؟؟
وين الخلل لما تسمع عن تظلم تتحقق منه وتصوِّب الوضع!!! كُفر؟؟؟؟
وين التجاوز لما تسمع لموظف مظلوم وتنصفه!!! عيب؟؟؟؟
والله ما عيب إلا العيب
وما في كفر أكبر من الظلم والسكوت عليه،فالظلم ظلمات.


أحياناً يُفسر السكوت على الظلم استسلام وعلى قولة كلها يومين وبيسكت،نسيتم أو تناسيتم أن الزمن اختلف،وأن سيد البلاد قالها وبكل صراحة (بدنا نقضي على الفساد وبدنا نضرب بيد من حديد وإحنا وراه ومعاه).
تناسيتم أن الله يُمهل ولا يُهمل،ربنا شايف وعارف،ربنا اللي لا يمكن يضيع عنده حق،لكنه كمان قال:
إعقل وتوكل وسنعقل ونتوكل.
احنا بنقول مو كل شي تمام
الامور ليست على ما يرام
الوضع من سيء إلى أسوأ
لكن لو دام المكان لغيرك لما كنت اليوم فيه
العدل قادمٌ...والفرَجُ قريب...وشمس الحق على وشك البزوغ
رسالتي إلى كل من كان السبب في تغليب المصلحة الشخصية ومجاملة البعض من أصحاب النفوذ على حساب البعض الآخر وأضاع الحقوق وساهم في الظلم ووضع الشخص المناسب في المكان الغير مناسب.
إلى كل ضالٍّ تُرفع الأكُفُّ داعية عليه ربّ السماء بعد كل صلاة وعند كل ذِكر
فهل وصلت الرسالة؟!!


.