امتناع شبه تام عن التسجيل للانتخابات البلدية في الكرك و4 آلاف يسجلون بثمانية مراكز بالطفيلة

هشال عضايلة وفيصل قطامين واحمد الشوابكة-محافظات - تفاوتَ حجم الإقبال على التسجيل للانتخابات البلدية المقررة نهاية العام الحالي في عدد محافظات المملكة في اليوم الثاني للبدء بعملية التسجيل.
ففي الكرك أظهر السكان في العديد من ألوية المحافظة ومناطقها، عدم الاهتمام بالدعوات الرسمية للتسجيل في سجلات الناخبين، وامتناع بعض المناطق عن التسجيل في السجلات لليوم الثاني على التوالي، ما يُؤشِّرُ إلى بروز مشكلة في تمثيل المناطق التي لم يتقدَّم أحد من سكانِها للتسجيل ضمن البلديات.
وكانت شخصيات ووجهاء في محافظة الكرك حذروا من عدم إقبال المواطنين على التسجيل للانتخابات البلدية، ما يُتيحُ المجالَ لأشخاص ليسوا ذوي كفاءة للتصدر في رئاسة وعضوية المجالس البلدية.
ودعت الشخصيات في بيان صدر أمس عن ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية المواطنين للتسجيل في جداول الناخبين، بعد أنْ رأت الإحجام الملحوظ من قبل المواطنين عن عملية التسجيل للانتخابات المقبلة.
رئيس بلدية الكرك الأسبق خالد الضمور، رأى بدوره أنَّ تجارب المواطنين مع عملية الدمج أضرت كثيرا بصورة البلديات التي تضم عدة مناطق، خصوصا بلدية الكرك وبعض البلديات التي حدثت فيها مشاكل أدَّت في بعضها إلى حوادث قتل واعتداءات ومشاجرات عائلية.
وناشَدَ الضمور الجهات الرسمية العمل على التعامل بمصالح المواطنين عند التعامل مع قضايا البلديات، خصوصا الفصل والإلحاق والدمج.
وما يزالُ السكان في بلدات كثربا في لواء عي والعراق في لواء المزار الجنوبي ممتنعين عن التسجيل في جداول الناخبين في سجلات البلدية، احتجاجاً على رفض الجهات الرسمية لمطالبهم في بلديات مستقلة في كل من البلدتين.
وبيَّنَ مساعد المتصرف في محافظة الكرك علي الكركي أنَّ اليوم الأول للتسجيل في مختلف مناطق المحافظة شهد تسجيل 3478 ناخبا، لافتاً إلى أنَّ بلديات الكرك بلغت 15 بلدية بعد استحداث خمس بلديات جديدة.
وأشار إلى أنَّ اللجان المختصَّة باشرت عملها في كل مناطق العمل التابعة للبلديات بالمحافظة أول من أمس، وعددها 15 بلدية منتشرة في كلِّ ألوية المحافظة.
إلى ذلك، استمرَّ أهالي بلدة العراق بلواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك برفضهم التسجيل في سجلات الناخبين للانتخابات البلدية المقرَّرَة نهاية العام الحالي، إضافة إلى امتناعهم عن إرسال أطفالهم إلى المدارس.
وأغلَقَ سكان في البلدة مبنى المنطقة التابعة للبلدية، ومنعوا الدخول إليها وقاموا بتسليم مفاتيح البلدية لمتصرف لواء المزار الجنوبي سميح العبيسات.
وهدد السكان بمنع أي شخص من الدخول لمبنى البلدية، مؤكدين القيام بإضراب محلي في كافة مناطق البلدة، ومنع الدخول والخروج منها إلا للغايات الضرورية.
وأكد مصدر في متصرفية لواء المزار الجنوبي أنَّ لجنة التسجيل الخاصة ببلدية الطيبة والعراق التي تتبع إليها منطقة العراق لم تقم بتسجيل أي من الناخبين في سجلاتها لامتناع المواطنين عن التسجيل لليوم الثاني، بسبب رفضهم دمج بلدتهم مع بلدية الطيبة التي تم استحداثها حديثا منفصلة عن بلدية المزار الجنوبي.
في حين أكَّدَ مساعد المتصرف في محافظة الكرك علي الكركي أنَّ غالبيَّة البلديات تمَّ بدءُ التسجيل فيها لانتخابات 15 بلدية، في حين لم يسجل أي من المواطنين في بلدة كثربا بلواء عي أي من الناخبين بدون معرفة الأسباب لذلك.
وأكَّدَ فهد الخطبا من سكان بلدة العراق أنَّ أهالي البلدة امتنعوا عن إرسال أطفالهم للمدارس إلا بعض الطلبة، لافتا إلى أنَّ سكان البلدة لن يقوموا بالتسجيل على الإطلاق في سجلات الناخبين للبلدية التي الحقت بلدة العراق بها بدون موافقة أهالي بلدة العراق، وبدون مراعاة لظروف الدمج والموقع الجغرافي لكلا البلدتين.
وأوضح مصطفى المواجدة أنَّ عدد الناخبين في بلدة العراق يبلغ 3600 ناخب، مشددا على أنَّ أيا منهم لن يسجل للانتخابات حتى تستجيب الجهات الرسمية في وزارة الداخلية لمطالبهم بإعادة إلحاقهم ببلدية مؤتة أو استحداث بلدية جديدة.
في محافظة الطفيلة، وصَفَ رؤساء لجان تسجيل الناخبين للإنتخابات البلدية لبلديات الطفيلة إقبال المواطنين على التسجيل في مراكز تسجيل الناخبين بالجيد، بعدما تم تسجيل نحو 4000 مواطن، في كافة المراكز التي بلغ عددها ثمانية مراكز توزعت على قصبة الطفيلة وبصيرا والقادسية ولواء الحسا والعيص وعين البيضاء وعيمة والحسين، مشيرين إلى حرص المواطنين على التسجيل في تلك القوائم.
كما وصفوا عملية التسجيل بأنَّها سهلة من خلال حزمة من الإجراءات التي وضعت والتي كفلت للمواطنين الوصول إلى مراكز التسجيل دونما إبطاء.
يشار إلى أنه تم استحداث أربع بلديات جديدة في الطفيلة ليصبح عددها ثماني بلديات بعدما تخلصت مناطق العيص وعين البيضاء والحسين وعيمة من بلدية الطفيلة الكبرى في قرار وزارة البلديات الأخير.
مواطنون أبدوا ارتياحا ملحوظا جراء استحداث البلديات في مناطق الطفيلة والتي كانت سابقا قبل عملية الدمج بلديات مستقلة، وكانت تنعم بموازنات تكفي لتقديم الخدمات بمستوى أفضل ويأملون في أن تستعيد تلك المناطق عافتيها لجهة الحصول على الخدمات التي حرمت منها طيلة فترة الدمج.
ووصفوا الواقع الخدمي في المناطق بعد عملية الدمج بالمتردي وأرجع مستوى الخدمات إلى الوراء خطوات كبيرة، وجاءت عملية فك الإرتباط ببلدية الطفيلة الكبرى، لإنقاذ الموقف المتردي لتلك المناطق.
وقال المواطن عزت محمد من منطقة عين البيضاء أن عملية الدمج أضرت كثيرا بالمنطقة التي يقطنها، حيث انعكس ذلك على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، فلم تتمكن منطقته من الحصول إلا على قشور من تلك الخدمات، والتي لا تلبي احتياجات المواطنين.
ولفت المواطن صالح الداودية من منطقة أبو بنا التابعة لمنطقة العيص، أن قرار إعادة البلديات إلى وضعها السابق قبل عملية الدمج، أوجد ارتياحا كبيرا لدى المواطنين، حيث حرمت مناطق العيص وأبو بنا شيظم من العديد من الخدمات، مؤكدا أنه يتحدى دورة البلدية السابقة في بلدية الطفيلة الكبرى السابقة، في حصول منطقته على "كريك واحد من الخلطة الإسفلتية الساخنة"، فيما باقي الخدمات تراجعت بشكل عام.
المواطن محمد السعود من منطقة عيمة أكد أن منطقته همشت تماما في فترة دمج البلديات، وكانت قبل ذلك تنعم بما يتيسر لها من موازنة في تنفيذ عدد من المشاريع التي تلبي احتياجات السكان، لافتا إلى تردي في البنى التحتية في منطقته طيلة سنوات الدمج.
ولفت إلى تراجع الخدمات في البلدة التي لم تشهد فتح شارع واحد، فيما بقية الخدمات المقدمة للمواطن هي أعمال روتينية، كأعمال النظافة التي تركز جل اهتمام البلدية عليها.
وفي مليح ولب بلواء ذيبان، تسارعت وتيرة التحضيرات لخوص انتخابات، غداة بدء عملية التسجيل التي بدأت أول من أمس وتستمر لمدة 19 يوماً للجنتين هما "بلدية مليح ومنطقة لب" على المستوى الشعبي، حيثُ الملتقيات والاجتماعات العشائرية التي تطغى فيها روح التشبث بالتوافقات العشائرية اتفاقاً أو اختلافاً.
انتخابات البلدية، اكتسبت حضوراً مهما في الأروقة الشعبية والصالونات السياسية في القضاء، ويتضحُ ذلك من خلال ما تشهده الصالونات الشعبية من اجتماعات ولقاءات عشائرية بتوافقياتها أو تجاذباتها.
في موازاة ذلك يجد مراقبون ومتابعون الحضور السياسي "المنظم" مغيبا تماماً عن الحراك الانتخابي، فمشاركة الكتل السياسية، يصفها متابعون بأنها "غير واضحة"، ويرجع البعض ذلك إلى ضحالة المشاركة من قبل الفئات السياسية والتنظيمات نتيجة ضعف قواعدها الانتخابية، فضلاً عن أنها تواجه مجتمعاً تسود فيه "سلطة العشيرة" وتستولي على معتقداته السياسية.
ويجزم المراقبون أن المعركة الانتخابية تشهد معركة انتخابية ستكون شديدة عن سابقاتها، بخاصة أن هناك مطلب شعبي بفصل منطقة لب عن مليح، وإعادة لب من منطقة إلى بلدية كما كانت في السابق.
فيما يرى بعض الراغبين في خوض انتخابات المجلس البلدي أن فترة التسجيل غير كافية لعملية تسجيل الناخبين قياساً لانتخابات السابقة.
إلى ذلك فإن بورصة التوقعات والترشيحات للانتخابات المقبلة تنتج بشكل مستمر شخصيات جديدة، إذ تتردد أسماء مثل رئيس البلدية السابق حمد الشبيلات ومحمد فالح النوافعة والدكتور صالح الخضور والعضو السابق فليحة القبيلات وثاني القباعي وماجد الشورة وغيرهم، وهي أسماء قد تقلب موازين الانتخابات، لما قد تلعبه من دور في تغيير مسار التكتلات القائمة، والتوجه نحو تشكيل تحالفات جديدة تكون قريبة مما يعرف
بـ" التيارات الوطنية" أو "تيارات الوسط" وفقا لما رأت مصادر مهتمة بالشأن الانتخابي