كيف ندعي الفساد .....ونحن اصحاب المدينة الفاضلة بقلم علي دعسان الهقيش

  كيف ندعي الفساد ...ونحن أصحاب المدينة الفاضلة .

 لم يعد للمادة 23من ضرورة ....لأننا لسنا بحاجة لمحاربة الفساد

لأنه لا  يوجد لدينا فساد حتى نحاربه  ,و نضع أنفسنا تحت المسائله  وفق هذه المادة , والتي  لم تأتي  ألا من  اجل حماية الفاسدين من تغول  المواطنين حين   يستشرى الفساد في البلاد وبين العباد المكان ليس هنا والزمان ليس زماننا  , حينها يكثر المتنطحين  أما للصالح العام أو لمأرب شخصيه  حينها يختلط الحابل بالنابل ليجد  صيادي الفرص  الحال  من غير ضابط مرتعه فتكن   النتائج وخيمة ,هذه الوقائع موطنها بلاد غارقة في الفساد لا نعرف عنها شيئا ,نحن أهل المدينة الفاضلة أحلام الإغريق  الحقيقة التي نعيشها   , أما الفساد فمصطلح نجهله ونجهل  كل ما يقود أليه أو أي طريقا يسلكها  ,نجهل الواسطة لان كل شخص يصله حقه دون أن يكلف نفسه عناء البحث عنه ,ليس لدينا ديوان خدمة مدنية لترتيب دور الوظيفة  ,لان الكل يعرف دوره فلا يسمح لنفسه بالتجاوز على غيره ,الخدمات واضحة لدينا وضوح الشمس  ,لسنا بحاجه لان نلهث أياما  طوال حتى تتحقق هذه الخدمة ,الشفافية لدينا في أعلى درجاتها ,وقد يصل الأمر بك كمراجع أن تقرر ما تريده     لأنك تعرفه كونه  مطبق على الجميع , لدرجة أن يصل الأمر لتبادل الأدوار حتى أن فكرة أسنان المشط وسواسيتها  نحن حاملي براءة اختراعها  ,كادت  فكرة الخدمات ذات يوم أن تصلنا إلى بيوتنا لكن نحن  من رفضناها لا لشيء ألا خوفا من السمنة التي ستحل بنا أن لم نلهث خلف حقوقنا وكل ما نناله جراء ذلك هو علاج لتخفيف الوزن  .

المحسوبية لا معنى لها عندنا  أكثر مما تحويه قواميس الكتب بين دفتيها ,لا نلجاء أليها فكلنا في الحقوق واحد لا بل أن واجبات المسئولين  أكثر  فهم  من يقضون أيامهم ولياليهم في سبيل راحتنا,   مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب لسنا بحاجة  لان نجعلها طريقا للإصلاح لأنها واقعا معاش فهي مطبقة حقيقة لا أحلام نضغث  بها ,حتى وصل الأمر بالرجل أن وجد الأنسب منه ترك المكان له ,لسنا بحاجة للجان تقييم لأننا نحن من  نقيم أنفسنا فان وجدنا أنفسنا غير قادرين على المهام الجسام تركناها لمن هم أهلا لها,النزاهة التعفف الإيثار الإخلاص الولاء الانتماء مصطلحات لا تغيب عنا  ,ليس كما يحدث في البلاد الأخرى مهامهم هي شرب القهوة والشاي والغيبة والنميمة  ويتشبثون بتلك الكراسي,وتجد التقييم لديهم وفقا المحسوبية والمنافع والأموال المغمسة بالرشاوى  والليالي الحمراء  .,لسنا بحاجة لديوان محاسبة ليراقب المال العام لأننا حريصين عليه أكثر من مراقبيه  والوقائع تثبت انه لم تمتد له يد قط  ولم يفكر احد بذلك لم يكن  السبب انه لم يبقى لدينا  مال عام بل هي عفة النفس ومحبة الوطن وتنفيذ للقسم الذي اقسمنا عليه  ,لسنا بحاجة لديوان مظالم ليتلقى الشكاوى ,لان القائمين على شؤون البلاد والعباد يسخرون وقتهم الطويل من اجل التفتيش عن صاحبة مظلمة ليردوها إليه ,وتصور انه من النادر أن  يجدوا مثل ذلك ليس لأنهم لم يقوموا بها أصلا كما يتخيل لقارئنا  سامحه الله لكن ما يحدث   العكس ذلك  نتيجة تقاعس صاحب المظلمة ومع هذا  فأن المسولين يحاسبون أنفسهم رغم ذلك أنها العدالة نعم أنها على الأرض   ,لكن لدينا مشكلة في تلك الوظائف العليا والمعنية بهذه العدالة   حين تطرح لا تجد من يتقدم أليها خوفا من عقابها كونها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة  فجميعهم يخافونها كخوف عمر بن الخطاب من البغلة التي  كبت  في العراق ,لكن أمرنا يختلف انه ليس لنا كبوات بل قد يكون لنا ......,أين أنت عمر منا  ؟لسنا بحاجة لكل ذلك لان لدينا مجلس نيابي تشريعي يعبر عن إرادة الشعب الحقيقة فهو لم يكن  في وادي والشعب في الوادي الأخر فكل قراراته من الشعب والى الشعب وكيف لا يكون ذلك وهو لم يكن يوما مزورا ولم يعرف في حياته للتعيين طريقا حتى رئيسه لم يعرف انه رئيسا ألا في زفرات التصويت الأخيرة وكان يتجرع العلقم حتى وصل السدة ,هذا المجلس الذي سيطالب الشعب بأحقيته بأبدية التمثيل  لأنه لم يمنح حكومة سابقة ثقة غير عاديه وتغادر بعد أسبوع لأنها فقدت ثقة الجميع ,هذا المجلس لم يتعارض في قراراته حين يصوت في نفس الوقت وعلى نفس القضية ولكن باختلاف  الأشخاص ,هذا المجلس لم يقدم على تحصين الفساد فهو لم يغلظ العقوبة على من يتجرا ويهمس بإذن صديقه عن فساد ,هو المجلس الذي أطلق العنان للقضاء على الفساد والمبالغ تلك ما هي ألا جوائز للمبلغين عن الفاسدين  وما حدث ما هو ألا خطا في النقل أو تجني  الم اقل لكم انه نبض الشارع    ,لسنا بحاجة لمحاربة الفساد لان لدينا حكومة عنوانها الاستقامة والعدالة رهنت نفسها لخدمة الشعب ,هي من تسمع أنين  الشعب على قلته , لم تجرعه  ويلات الفقر والبطالة والجوع والفاقة والشحدة وغياب العدالة والتمييز نعم لم تفعل الحكومة شيء يقود شعبها ليكن طالبا للمعونة الوطنية  نعم لم تجعل شعبها عنوان بؤس على الإشارات الضوئية بل هو من رغب بذلك  ,هي حكومة لم تحارب الشعب في أرزاقه ,لان همها تامين الخدمات الأساسية للشعب من صحة وتعليم وعمل ,فالذنب ذنبنا لأننا نبحث عن المدارس الخاصة بطرا ,فالمدارس الحكومية نموذجية في بناها ,كادرها مميز صفوفها غير مكتظة ,مدراس صفوفها شعب ولا  تعرف الصفوف المجمعة ,التربية عنوانها ,المعلم له قدسية والانضباط في أعلى درجاته .

التعليم لدينا قدوة للجميع الكل يظفر به ,فالفقراء لهم الأولوية على من عاداهم ,ليس لدينا قوائم استثناءات في التعليم الجامعي,لا نعرف المدارس الأقل حظا لأننا كلنا لنا حظ  واحد لكنه ليس عاثر   فكل ما نحلم به يتحقق فالحكومات أوجدت لنا فوانيس سحريه ما علينا ألا فركها ليتحقق لنا ما نحلم به,فلم يعد للأحلام معنى لان تحقيقها رهن أيدينا  .

 ليس لدينا قوائم تحت مسمى عشائر كما هي عند الآخرين كما في بلاد ألواق واق حين تقسم أبنائها ابن عشائر وصنف أخر مجهول الهوية والسبب أن  لديهم   فساد ورشاوى وتسديد حسابات قديمة ومحاسيب وإثمان جواري وسداد ليالي انس وأثمان لأشياء أخر ,الواقع لدينا مختلف فالقائمين هاهنا هم من لا يغمض لهم جفن ولا يهدءا لهم بال حتى يجد المستحق لتلك ,فتجد ابن الشهيد في رأس الصفحة وتجد اليتيم الكادح من بعده ,تجد الفقير الغير قادر على تدريس أبنائه هو من يملك الاستثناء ,المبدع    تجد له حافز فيقبل ويدرس في المجان ,حتى بتنا نسخر من تلك البلاد المتخلفة التي تطبق غير ما نطبق ,فتجد ابن الغني وصاحب المعدل المتدني هو صاحب الحظوة وابن الفقير وان علت درجته لا يجد له مكانا ,سحقا لهذه البلاد , ,ألا ترى ما لدينا فتقتدي  .

, أما العلاج  فنحن من نبحث عن العلاج في المستشفيات الخاصة للرفاهية  وليس من قله ,مستشفياتنا يتوفر فيها كل شيء حتى الابتسامة تعلو محيا  كوادرها الضلعين في العلاقات العامة ,العلاج متوفر لكن ترفنا يدفعنا لشرائه من الصيدليات ,الأغذية لا تدخل البلاد ألا بعد خضوعها لمراقبة جادة لم يحدث يوما أن دخلت شحنة أغذية فاسدة أو أدوية ,الرقابة على أشدها الغش ليس له معنى لم يتجرا احد على ذلك , تجارنا يحضرون لنا البضاعة الصينية النخب الأول لأنهم لا يرغبون أن نكن حقل تجارب لتلك الصناعات  ,الأسعار معتدلة لم يعتريها السعار  حتى بتنا  نخشى على التجار الفقر لان هامش ربحهم لا يذكر وزارة التموين استغنينا عنها لأننا نودي دورها   ,العمل حدث ولا حرج  متوفر للجميع ألا المترفين الذين يتبطرون علية واغلب شعبنا هكذا  ,كيف بنا أن نشكو الفساد ونحن لنا مؤسسة ضمان اجتماعي نباهي بها  الدنيا ,في   غيرتها وحرصها على أموال الناس فهي لم تنهب أموالهم بل هي تدفع  لهم من خزينتها لتعطيهم فوق ما يستحقون ,نعم مؤسسة عادلة لم تلجا لقانون ظالم في كل مقاييسه ,قانونها لم يخالف الدستور لأنه وضع في ظروف طارئة ,قانونها   لم يخالف رجعية القانون أي انه لا يطبق بأثر رجعي ألا أذا كان لمصلحة من طبق عليهم  ,نعم الدمار وخراب البيوت في صالح المنتفعين لهذا كانت عدالته حين طبق بأثر رجعي,كيف لنا أن نتحدث عن الفساد ونحن لم نفرق بين متقاعدينا قيس ويمن لم يعنى لنا 1/حزيران /2010الا لحمة بينهم فكلهم أبناء وطن  ,لماذا نتحدث عن الفساد وكل ما لدينا جاذب للاستثمار .لم نكن يوما منفرين للمستثمرين المحلي والأجنبي ,لم نشعره في كل موقع انه عدو  ,لم نضع التعقيدات والعوائق في طريقه ,لم نقاسمه ما يملك مرة بالرسوم الحقيقة ومرة بما لا حقيقة له   ,لم نمهد طريقا له  ليقدم رشاوى على سبيل إكراميات لينفذ بجلده ,نعم لا نحتاج لمكافحة الفساد لأننا لم نتفنن في زراعة الحواجز في طريقة فنحن لم نعطيه صوره انه سارق ومحتال يجب  القضاء عليه ,لم نفرض عليه ضرائب ولم نكن مبدعين في إيجادها ,كيف لنا أن نطلب مكافحة فساد وكل موقع لدينا وكل قائما عليه هدفه هو تشجيع الاستثمار الذي يخيل للمستثمر انه إبادة حقيقة له قبل أن يبدأ ,لم نجعل جنسيتنا تباع وتشترى بل نحن من أوفيناها حقها ولم  ولم , وحتى هذه  لم نرهقها لأننا لم نتجاوزها .

أمور كثيرة ندعيها زورا وبهتانا  ونقول أننا نفتقدها وهي من حولنا , تصوروا انه يخيل لنا أننا نرزح تحت المديونية ونحن نحقق فائض موازنة  لا ندري بأي وجه يصرف لان كل الوجوه استحقت ما هي أهل له ,ابعد هذا بقي لنا عذرا أن نطلب مكافحة فساد غير موجودا لدينا ,بل هي مجرد أوهام نتخيلها ,نعم لقد أصبحنا شعب يهذي ,فحريا بنا أن نكافح نحن على ما نقول وهو حاش لله أن يكون بين ظهرانينا حسبي الله ونعم الوكيل علينا لأننا نقول غير الحقيقة وننتقص جهود الخير,سيحاسبنا رب العباد الذي لا تخفى علية خافيه ,فهو من يعلم خافية العين وما تختلجه الصدور والمادة 23 قليلة بحقنا ..