طاسة ضايعة

اخبار البلد-

 
بين الفينة والأخرى تحصل اعتصامات مؤللة بالبكمات المكتظة بالخيار ينفّذه العديد من المزارعين احتجاجا على قرارات تهتم ب (تعريم) الخيار. في البداية اعتقدت ان القضية ذات علاقة بتعويم الأسعار، وان الأمر مجرد خطأ مطبعي يحصل في أرقى العائلات. لكن تبين بالوجه الشرعي بأني مخطئ، وإن التعريم موضوع ثاني.
التعريم.... هذه كلمة عربية مفاجئة تم ابتكارها على عجل كما يبدو، ولا أدرى إذا كانت قد حصلت على مباركة مجمع اللغة العربية الأردني. وقد حاولت اكتشاف مدلولاتها اللغوية او اشتقاقاتها، اتذكر سيل العرم، والعارم وهو الطاغي او الشديد الاجتياح كما افهمه من المعنى، كما تذكرت كلمة (عرام) العامية التي تعني مل الكف من الحنطة او غيرها. لكني لم أجد وجه الشبه او التقارب مع قصة تعريم الخيار.
فهمت بعد التدقيق والتمحيص ان التعريم الذي يحتج عليه المزارعون هو ان وزارة الزراعة صارت تفرض أبعادا وحجوما وأطوالا محددة لحبة الخيار الموضوعة في البكس المرسلة الى السوق المركزي، وكنت قد سمعت المصطلح قبل فترة مقترنا بارتفاع معين لحجم الخضار الموضوعة في البكس المعدة للتصدير، والله أعلم بالصواب.
لو يحصل هذا الأمر في ظل هبة اصلاحية (عارمة)، وبعد ان تتم محاربة التسيب في بعض المؤسسات الحكومية، ويتم تطبيق شعار الرجل المناسب، ويتم الغاء الإزدواجات الضريبية، واقرار قانون انتخابات عصري، وتعديل قانون الجرائم الإليكترونية..و و و و و و و
لو تم كل ذلك، او على الأقل كانت هناك النية للعمل عليه، ثم بعد ذلك قامت وزارة الزراعة بالتفرغ لتحديد طول الخيارة والفقوسة الواصلة الى سوق عمان المركزي .... لقلنا يعطيهم العافية يحق لهم ذلك.
لكن، في ظل هذه الميمعة والطعة القايمة يتم التنكيد على مزارعي الخيار والتنكيل بهم؟