الدبلوماسية الأردنية في إقليم مضطرب

اخبار البلد-

 
قف الأردن الیوم قویاً وآمناً رغم المحیط الإقلیمي الملتھب الذي یعیش فیھ سواء شرقاً أو غرباً أو شمالاً، وتعمل الدبلوماسیة الأردنیة التي یقودھا جلالة الملك على التخفیف من كل ھذه التداعیات الخارجیة وعدم تأثیرھا المباشر .على الأوضاع الداخلیة في الأردن أو على مساراتھ السیاسیة والدستوریة فالعراق شرقاً یبحث عن واحة من الأمان بعد أربعین عاماً من الحرب الخارجیة والداخلیة وھو الیوم وبعد النجاح في تقلیص قدرات «داعش» أصبح موقعاً للحرب بین أیران وأمیركا خاصة بعد مقتل قاسم سلیماني وقیام طھران بالرد على مقتلھ بقصف صاروخي على قواعد أمیركیة في العراقي. وعلى الرغم من تصریحات وزیر الخارجیة الایراني ظریف بان الرد كاف ولا یوجد نیة للتوسع بالحرب، إلا أن وجود الملیشیات العراقیة الموالیة لإیران وعلى رأسھا الحشد الشعبي سیكون مقلقاً لأمیركا وحلفائھا في العراق. كما أن تداعیات الصراع بین واشنطن وطھران ستستعر بص?ر اخرى مختلفة من بینھا الضغط الإیراني على حكومة العراق لانھاء الاتفاقیة العسكریة .والأمنیة مع الجیش الأمیركي تمھیداً لإخراج كل القوات العسكریة الأجنبیة من الأراضي العراقیة أما الأوضاع في سوریا فما زالت مضطربة في الشمال إثر التدخل التركي في الحرب إلى صفوف بعض الملیشیات الموالیة لھا ضد القوات السوریة وقوات سوریا الدیمقراطیة الكردیة، رغم أن الاوضاع في باقي سوریا مطمئنة وتم السیطرة على كل المناطق التي كان یحتلھا الارھابیون من «داعش» وغیرھا من التنظیمات العسكریة الإرھابیة. وقد فعل الأردن خیراً بدبلوماسیتھ الحكیمة عندما رفض اغراءات الاشقاء وضغوط الاصدقاء بالدخول في مجریات الحرب السوریة، وھو أمر لو تورط الأردن بھ لكانت النتائج وخیمة علینا وھنا یسجل الجمیع باعجاب واقتدار ھذه .الحكمة ?لتي جنبتنا مصاعب كثیرة في الجانب الجنوبي یقف الاردن داعماً لأمن واستقرار دول الخلیج وعلى رأسھا المملكة العربیة السعودیة التي عانت من الضربات الإرھابیة ضد مواقعھا، بما فیھا الھجوم الصاروخي على «ارامكو»... وعلى الرغم من كل العلاقة مع دول الخلیج فإن الأردن لم یشارك في الحرب الدائرة في الیمن رغم مواقفھ السیاسیة والدبلوماسیة .المؤیدة للقیادة الشرعیة الیمنیة التي تدعمھا دول الخلیج وفي فلسطین غرباً ما زال الأردن یقاتل من أجل حل القضیة الفلسطینیة حلاً عادلاً یضمن قیام دولة فلسطینیة مستقلة وعاصمتھا القدس وقد نالھ جراء مواقفھ الھجوم الكثیر من قبل الیمین الإسرائیلي ودعاتھ والمؤیدین لرئیس .الوزراء المتطرف نتنیاھو على الرغم من كل ذلك فان الاردن یقف في حل وسط بین كل ھذه التداعیات محافظا على علاقاتھ بالعراق وسوریا ودول الخلیج وامیركا وغیرھا ومؤكداً على موقفھ بعدم التدخل في الشؤون الداخلیة للدول الاخرى.. وھو موقف .صعب لكن الأردن تعلم كیف یعیش في عالم مضطرب وھو مصدر قوتھ الكبیرة.