أمة تبحث عن أبطال وأعداء "خارج الديار"!

اخبار البلد-

 
قاسم سليماني كان يدافع عن مصالح الدولة الإيرانية، وإيران خاضت حروبها مباشرة أو بالوكالة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وحتى في فلسطين، دفاعا عن مصالح الدولة الإيرانية، لم تنفق  إيران فلسا واحدة من أجل "خاطر" أو "سواد عيون" العرب أو غيرهم.

سليماني عند أبناء شعبه "بطل وشهيد" لأنه كان يدافع عن بلده ومشروعها "العقائدي"، وبالتأكيد هناك تقييم أخر له عند جزء كبير من الشارع العربي.

حتى القاتل والمجرم والأزعر بنيامين نتنياهو، في نظر الإسرائيليين بطل يهودي دافع عن شعبه، وحطم جميع الجدران بينه وبين الحكومات العربية الرخيصة والخائنة، لذلك لن يقبل الإسرائيليون، بما فيهم بيني غانتس زعيم "ازرق أبيض"، أن يسجن نتنياهو حتى لو أعادوا الانتخابات للمرة المليون.

المشكلة ليست عندهم أبدا، المشكلة عندنا نحن العرب، نحن أمة بلا أبطال، بلا قادة، يخلو تاريخها الحديث من أية انتصارات، قادتها أصنام من تمر نأكلها، كما هي عادة العرب قديما، حين نجوع، وجيوشها نمر من ورق تنهار أمام العدو وتتحول إلى وحوش شرسة في مواجهة الشارع وفي صراعها للسيطرة على الحكم.

لذلك نبحث عن بطل، ليس مهما أن يكون لاعب كرة قدم أو مطرب أو كاتب أو حتى راقصة، أي شيء نرفع فيه رؤوسنا المنكسرة، أو نسند فيه ظهورنا التي أعياها الديسك من كثيرة الانحناء، أي بطل يرفع من معنوياتنا المنهارة بفضل قيادات كسرت عنفواننا وحطمت كبرياءنا الوطني والقومي.

لذلك لا تستغربوا أبدا عندما نبحث في اسطنبول وفي طهران وفي موسكو وفي مجرة درب التبانة و بيونغيانغ وجزر الواق واق، عن بطل، بطل لشعب أخر غيرنا، نصنع منه صنما نعبده ونقدسه كأي وثن.

بالدرجة نفسها تضيع بوصلتنا فنبدأ البحث عن عدو، ولأننا أمة كثر أعداؤها ومبغضوها، نتوه وسط زحام الأعداء فننسى العدو الأول الذي يحتل أرضنا ويقتل أبناء شعبنا ويسرق ثرواتنا، نوجه بنادقنا إلى عدو مصطنع، صنعناه، تماما، كما صنعنا أبطالنا الوهميين.