بدل أن «نتعارك» على «سليماني»
اخبار البلد-
الرسالة البليغة التي يفترض ان تكون وصلتنا من حادثة اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني، هي ان عالمنا العربي اصبح «ملطشة» لا وزن ولا قيمة له. دعك الان من قصة الشماتة بايران وما فعلته بواسطة سليماني في عواصمنا العربية، دعك ايضا من هدا الصراع على المصالح والنفوذ بين امريكا وحلفائها وبين طهران، دعك ايضا من الغرور الدي تمارسه واشنطن ومعها تل ابيب في العالم، وفي المنطقة ارجوك ان تحدق فقط في « مرايانا « المكسورة التي لا تعكس سوى خيباتنا وهزائمنا وقلة حيلتنا على فعل اي شي.
لو دققت فيما حدث ستكتشف ان الصراع الدائر في المنطقة يستهدف اقتسام الغنائم والنفوذ بين الكبار من جيوبنا وعلى حسابنا، ستكتشف ايضا ان الاطراف المتصارعة ستجلس بعد ان تصفي وجودنا على طاولة الحوار والتفاهم، ستكتشف ثالثا ان اي حرب ستندلع لن يدفع ثمنها الا نحن العرب، ستكتشف رابعا ان اغتيال سليماني على ارض العراق، لا داخل ايران، عملية «مرتبة» تستهدف العراق مثلما تستهدف ايران تماما كما كانت الحرب بين ايران والعراق في الثمنينات مخططة سلفا لاحراق الطرفين.
من افرحتهم حادثة اغتيال سليماني والاخرون ممن اقاموا سرادق اللطم والبكاء عليه، هم مجرد كومبارس في طابور لا يملك الا الاحساس «باليتم»، وبالتالي فكل صنف منهم يبحث عن «بطل «، اي بطل، ليعيد اليه ما افتقده من كرامة او زعامة، وسواء كان هدا البطل على شاكلة «سليماني» او في صورة « ترامب» فان النتيجة واحدة وهي ان الشخصية والذات العربية التي فقدت كل ما يتصل بوجودها وحضورها الانساني، اصبحت تتعلق بنمودج يعيد اليها توازنها لا يهم فيما ادا كان قاتلا ام مقتولا، المهم انه يجسد امامها الصورة التي عجزت عن انتاجها.
لم يعد السؤال لمادا غامرت واشنطن باغتيال سليماني في هذا التوقيت بالذات، او كيف ستنتقم طهران ومتى سترد..؟ الاجابات مفهومة في سياق لعبة «الصراع» بين واشنطن وطهران، ولن تكون مفاجئة، لكن الاهم بالنسبة لنا نحن العرب ان نسأل عن مصير بلداننا التي اصبحت ساحات مفتوحة للصراع، وعن دورنا فيه وقدرتنا على الدفاع عن انفسنا، وافراز مشروع خاص بنا ليكون ندا لكل هده المشاريع التي تتصارع على حسابنا، ومن اجل القبض على وجودنا وتحديد مصيرنا ايضا.
صحيح اغتيال سليماني كان ضربة لايران، لكن ما تزال طهران تتحدث من فوق «بروج ميلاد»، وما زال لديها عشرات مثل سليماني يمكن ان تصدرها لنا ولغيرنا، اما نحن فهل لدينا سليماني واحد او برج مثل برج الميلاد نخاطب من فوقه العالم ونتحداه بما لدينا من حقوق مشروعة وامكانيات، هذه هي القصة، الغصة ان شئت، التي يجب ان ننشغل بها ونفكر فيها، بدل ان نتعارك على رثاء الجنرال او تشييعه بما يلزم من دعوات اللعنة والشماتة.
لو دققت فيما حدث ستكتشف ان الصراع الدائر في المنطقة يستهدف اقتسام الغنائم والنفوذ بين الكبار من جيوبنا وعلى حسابنا، ستكتشف ايضا ان الاطراف المتصارعة ستجلس بعد ان تصفي وجودنا على طاولة الحوار والتفاهم، ستكتشف ثالثا ان اي حرب ستندلع لن يدفع ثمنها الا نحن العرب، ستكتشف رابعا ان اغتيال سليماني على ارض العراق، لا داخل ايران، عملية «مرتبة» تستهدف العراق مثلما تستهدف ايران تماما كما كانت الحرب بين ايران والعراق في الثمنينات مخططة سلفا لاحراق الطرفين.
من افرحتهم حادثة اغتيال سليماني والاخرون ممن اقاموا سرادق اللطم والبكاء عليه، هم مجرد كومبارس في طابور لا يملك الا الاحساس «باليتم»، وبالتالي فكل صنف منهم يبحث عن «بطل «، اي بطل، ليعيد اليه ما افتقده من كرامة او زعامة، وسواء كان هدا البطل على شاكلة «سليماني» او في صورة « ترامب» فان النتيجة واحدة وهي ان الشخصية والذات العربية التي فقدت كل ما يتصل بوجودها وحضورها الانساني، اصبحت تتعلق بنمودج يعيد اليها توازنها لا يهم فيما ادا كان قاتلا ام مقتولا، المهم انه يجسد امامها الصورة التي عجزت عن انتاجها.
لم يعد السؤال لمادا غامرت واشنطن باغتيال سليماني في هذا التوقيت بالذات، او كيف ستنتقم طهران ومتى سترد..؟ الاجابات مفهومة في سياق لعبة «الصراع» بين واشنطن وطهران، ولن تكون مفاجئة، لكن الاهم بالنسبة لنا نحن العرب ان نسأل عن مصير بلداننا التي اصبحت ساحات مفتوحة للصراع، وعن دورنا فيه وقدرتنا على الدفاع عن انفسنا، وافراز مشروع خاص بنا ليكون ندا لكل هده المشاريع التي تتصارع على حسابنا، ومن اجل القبض على وجودنا وتحديد مصيرنا ايضا.
صحيح اغتيال سليماني كان ضربة لايران، لكن ما تزال طهران تتحدث من فوق «بروج ميلاد»، وما زال لديها عشرات مثل سليماني يمكن ان تصدرها لنا ولغيرنا، اما نحن فهل لدينا سليماني واحد او برج مثل برج الميلاد نخاطب من فوقه العالم ونتحداه بما لدينا من حقوق مشروعة وامكانيات، هذه هي القصة، الغصة ان شئت، التي يجب ان ننشغل بها ونفكر فيها، بدل ان نتعارك على رثاء الجنرال او تشييعه بما يلزم من دعوات اللعنة والشماتة.