دفاعا عن حماس.. ضرورات السياسة ومرارتها

اخبار البلد-

 
 لغط كبير تلا قيام حركة حماس تقديم العزاء بمقتل قائد فيلق القدس، الايراني، قاسم سليماني، فقد انقسم انصار الحركة ومحبيها، بين مدافع عنها وناقد لها.

حماس تتلقى دعم كبير من ايران، فقد تخلى عنها الجميع وبقيت ايران، واكاد اجزم ان القوة الصاروخية الحمساوية في غزة، كانت ولا زالت بسبب الدعم الايراني "ماليا وتقنيا".

 بالمقابل، اثبتت حماس انها لا تساوم على موقفها "المذهبي" فلم تسمح يوما ببناء حسينيات في غزة، وقاومت التشيع، وابقت التنسيق مع ايران في اطاره السياسي والعسكري.

بعد احداث سوريا، غادرت حماس دمشق بسبب موقفها المنحاز للشعب السوري، رغم اهمية "الدولة السورية" لمشروعها  النضالي، الا انها قدمت المبدأ على "كلفة المغادرة الكبيرة".

اليوم، تتعرض حماس لعتب شديد من انصارها بسبب تقديمها العزاء بوفاة قاسم سليماني، واظنها تتفهم العتب، وانه على قدر المحبة والخشية.

قاسم سليماني، امره محسوم عند سنة العراق وسوريا، فهو بالنسبة لهم قاتل، سالت على يديه الدماء، وهذه الصورة النمطية العميقة يصعب تبديدها او التصالح معها.

من هنا، استغرب البعض، وهاجم البعض، حركة حماس لتعزيتها بقاسم سليماني، متناسين ضرورات السياسة واكراهات "غياب البدائل".

الموقف واللغط مبرر ومتوقع، وعلى حماس تفهم حالة الغضب، كما ان الجماهير مطالبة بتقدير موقف وموقع حماس من المساعدات الايرانية التي تقدم لها.

ومرة اخرى، حين تكون شرعية معظم الدول السنية غارقة في وحل التبعية للخارج، وحين تكون اهم مشاريع شرف الامة "المقاومة الفلسطينية" مضطرة لتلقي دعم ايراني وتحاصرها دولنا،  عندها للاسف، سنختلف في الموقف ممن ظلمونا، فريق مع وفريق ضد.