الحرب «إن وقعت»

اخبار البلد-

 
لم یعد السؤال ھل تندلع حرب إیرانیة/ أمیركیة في المنطقة (وربما إقلیمیة أوسع)..بل متى؟ بعد ان اقفلت طھران وواشنطن الباب أمام أي محاولة لـ«احتواء» التصعید, الذي أوصلتھ إدارة ترمب ذروتھ بالتصریحات الإستعلائیة المحمولة على إزدراء وعربدة, وخروج سافر على الأعراف السیاسیّة والدبلوماسیّة، وإن بدت في بعض الأحیان وكأنھا محاولة لإخفاء حال الارتباك وحجم الورطة التي أوقعت نفسھا فیھ, باستھدافھا مسؤولاً «رسمیّاً» في دولة، ُ تطمع في إستعادة نفوذھا الم ِ تراجع فیھ, وشبقا غیر محدود? ُ وان كانت معادیة وعلى أرض دولة ترى فیھا حلیفاً بسلب نفطھ ومنح الشركات الأمیركیّة فرصة فقدتھا، خصوصا بعد إجبار قوات الاحتلال الأمیركي على مغادرة العراق دون تحقیق اي مكاسب من عدوان غاشم، وجاء وصف ترمب لتلك الھزیمة المدویة بانھا «حرب خیار ولیس حرب ضرورة»، لتعكس مدى التخبّط الذي تعیشھ إدارتھ خاصة تعھده (ترمب) خلال حملتھ الانتخابیة .(2016 ( ُ بإعادة القوات الأمیركیة إلى البلاد، مؤكداً أنھ لا یؤید مواصلة الحروب الخارجیة إیران أعلنت شروعھا في تنفیذ خطوات المرحلة الخامسة و«الأخیرة» من تقلیص تعھداتھا النوویة التي التزمتھا في الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1 في العام 2015 , ُ لافتة الجمیع أنھا لن تبق ملتزمة بعد الآن أي قیود في انتاج ُ الیورانیوم ومستوى التخصیب والتطویر النووي..في الوقت ذاتھ الذي ربطت فیھ تراجعھا عن كل الخطوات . ّ السابقة التي تدرجت خمس مراحل.. برفع العقوبات الأمیركیة سبب أضافي آخر یُضاف الآن إلى سلسلة الاسباب التي أوصلت الأمور بین طھران وواشنطن إلى نقطة اللاعودة, .والتي بلغت ذروتھا باغتیال قائد فیلق القدس الجنرال سلیماني وإذ تنتھي الیوم (الثلاثاء) أیام التشییع «الطویلة» للجنرال الشھیر، فإن الأنظار شاخصة إلى ما ستتخذه القیادة ُ الإیرانیة من خطوات، لیس بالضرورة أن تكون فوریة ومعلنة, بخاصة بعد عملیة التعبئة والشحن الجماھیریة اللافتة, حیث طاف جثمانھ مدناً ومجتمعات وقومیات عدیدة، اسھمت ضمن أمور أخرى, في «تحصین» القرار ّ وھذا ھو الأھم في منع أي محاولة للتنص ُ ل أو التراجع ُ الرسمي بالانتقام المؤلم من أمیركا. وھي تعبئة اسھمت أیضاً .عن قرار الانتقام، ما یقطع الطریق على أي وساطات إقلیمیة أو دولیة ُ واشنطن أیضا توحي بعدم التراج ّ ع، وإن كانت تربطھ بعدم المس بجنودھا أو مصالحھا، وجدید تغریدات ترمب .« ّ تھدیده إیران بأن ُ بلاده «ستستخدم معداتھا العسكریة.. الجدیدة (الجمیلة) بلا تردّد لكن من سیدفع ثمن حرب باتت على الأبواب َ . كالعادة.. ھم العرب (والإیرانیون ھذه المرة) كون ساحات بلادھم ستكون مسرحاً للعملیات، لیس فقط في كونھا «تستضیف» قواعد وجیوشاً أمیركیة, بل لأن بلداً عربیاً واحداً لم یرفع صوتاً عالیاً، لیقول: إنھ لن یسمح بأن تكون ُ بلاده منطلقاً لاعتداء على أي دولة في المنطقة, أو ساحة لتصفیة حسابات بین آخرین. وھو أمر تدركھ واشنطن َ كما طھران, وتعملان على ھدیِھ, بعد أن ارتفعت في فضاء المنطقة دعوات «جادة» لإخراج الجیوش جیداً .الأمیركیة من المنطقة بِ ِر ّمتھا. وأمجاد یا عرب.