أزمة أخلاق
أزمة أخلاق
نتحدث عن أزمات الأمة العربية وهي والحمد لله كثيرة لا تحصى ولا تعد ولكن تبقى حقيقة أو أزمة واحدة لا نتحدث عنها وهي أم الأزمات أسمها أزمة أخلاق هذه الأزمة سبب مصائب الشعوب وسبب ضياعها كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
هي الأمم الأخلاق ما بقيت ******** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
غياب الأخلاق يؤدي إلى الكذب الذي يؤدي إلى تزوير الحقائق والتي تؤدي إلى فقدان الثقة العامة بالحكام والمؤسسات وأزمة الأخلاق تؤدي إلى أن يتحول الكاذب إلى الصادق والخائن إلى الأمين ويُضطهد من يقول كلمة الحق وينتصر من يقول كلمة الباطل وأزمة الأخلاق تؤدي إلى الفساد بكل أشكاله فساد الدولة ورجالاتها وفساد المجتمع وأزمة الأخلاق تؤدي إلى إنحلال المجتمع بكل مكوناته وعندما ينحل المجتمع يصبح مجتمعاً ضائعاً حاقداً حاسداً متأزماً مهزوماً متعصباً منحرفاً متفسخاً تسوده العصبية والجهوية والثأر وتكثر فيه الجرائم والمشاجرات تصل حتى الجامعات والعشائر والعائلات وأزمة الأخلاق تؤدي إلى غياب العدالة الأجتماعية وسبب غياب العدالة الأجتماعية فساد المسؤولين وعدم الإكتراث بالناس ومشاكلهم ومعيشتهم بل يصبون أهتمامهم بمصالحهم الخاصة وأمتيازاتهم وفي غياب العدالة الاجتماعية يُهدد الأمن الاجتماعي وهو أهم مكون للأمن بمفهومه الشامل وأزمة الأخلاق تؤدي إلى تحول النخب الفكرية والسياسية إلى النفاق السياسي والأقتصادي والأجتماعي وإلى النميمة والكذب وأزمة الأخلاق تؤدي إنسحاب الشجعان من الساحة ليترك الميدان للجبناء وأزمة الأخلاق تؤدي إلى إنسحاب الكرماء أيضاً وأزمة الأخلاق تؤدي إلى إنقلاب المعايير في إختيار الطبقة السياسية وخلق زعامات تفتقر إلى مقومات الزعامة وهي الشهامة والفروسية والكرم والتواضع مما أفقد المناصب والكراسي هيبتها وهيبة الدولة من هيبة الكراسي وتناست الدولة أن الكراسي لا تصنع الرجال بل العكس هو الصحيح وأزمة الأخلاق جعلت المال هو القّيم على الرجال فجاء المال السياسي والمال يفسد !! من أجل كل ما ورد وصلت أحوالنا إلى ما عليه الآن .
الدكتور تيسير عماري