الديون الليبية

اخبار البلد-

 
قرأنا في الصحف انه بعد تدخل كبار المسؤولين قررت ليبيا ان تدفع للمستشفيات والأطباء الديون المتراكمة منذ مدة تقرب من ثماني سنوات. خبر يستحق الاهتمام ونأمل أن يتحقق بدون مماطلات وتعقيدات فسادية كما حصل عدة مرات والمؤسف حقا ان تماطل دولة بترولية غنية بدفع ديونها والأكثر أسفا هو ان المستشفيات لم تأخذ الحيطة اللازمة  في حينه .

ولكوني وزميلي الجراح المرافق تعرضنا لإجحاف كبير ارغب في الإفادة أننا وبكل نية حسنة ساهمنا بجهد كبيرعندما فتحت المستشفيات أبوابها دون قيد أو شرط واستقبلت أعداد كبيرة من المرضى الليبيين وقمنا بإجراء ما يزيد على مائة عملية من اعقد واصعب العمليات في القلب والصدر والأوعية الدموية وزراعة الكلى في عدة مراكز، ولكن بعد مطالبات تحولت إلى استجداء حصلنا على مبلغ 12 الف دينار أي اقل من مائة دينار عن العملية التي استمرت عدة ساعات، وكان هذا المبلغ اقل من ثمن البترول الذي دفعناه أثناء ذهابنا وإيابنا في الليل والنهار لمتابعة المرضى وبعض العمليات لم نتقاضى عنها شيئا بسبب التغول، وفي هذه الأثناء سمعنا عن قصص فسادية يصعب الخوض فيها عن الفساد المحلي والفساد المستورد لأن هناك حيتانًا محليين من مختلف الأحجام إضافة إلى الحيتان المستوردة  .

في احد المراكز تمكن فاسد شاطر من التلاعب بالحاسوب عن طريق ابتلاع جزء كبير من المبالغ القليلة المخصصة لنا أصلا وتم تقاسمها مع مجموعة من الفهلويين كما يسمونهم بالكلمة المعجمة من الفارسية ووصلتنا هذه المعلومة من شاهد عيان لا نشك بصدقه!!
وعلى سبيل المثال احد الفهلويين كان قبل أعوام التحق بأحد المراكز بصفة سائق سيارة براتب ٢٥٠ دينارا، ولكنه استطاع فيما بعد عن طريق الفهلولة التي يجيدها ان يكون عضوا في مجموعة الشطار التي حولته إلى إداري وبعد اكتشاف أمره وطرده مع باقي أفراد الشلة الذين أثروا اشترى سيارة غواصة من الشركة، وعلمنا أيضا أنه الآن صاحب مركز طبي هذا ويحسن الإشارة إلى أن بعض المستشفيات بالغت كثيرا بمطالبتها وخاصة مستشفى صغير الحجم ولكن صاحبه له شهية كبيرة وسمعة سيئة في التغول واكل الحقوق وكنا قد أجرينا في هذا المستشفى خمس عشرة عملية زراعة كلية لم نتقاض عنها شيئا!!

التفاصيل طويلة وليست شائعات وهي أشياء اختلطت وتشابهت بها أشكال الفساد المعروفة لدى معظم العاملين في القطاع الطبي ولكنهم يخشون سطوة الحيتان، وآمل ان نتمكن من الحصول على أتعابنا من المبالغ التي ستدفع، والمسألة ليست شخصية بقدر ما هي عامة .
 
وبهذه الأجواء الفسادية ليس غريباً ان تتعرض صحيفة تمثل صوت الحق، ومنبر حر إلى الإغلاق بسبب قلة الموارد، وما زلت لا أصدق فعلا ان "السبيل" قد حكم عليها بالإعدام!