قانون القومية اليهودية .. قانون كنس الاحتلال من كل فلسطين
نتنياهو يتلاعب بعواطف الناخب اليهودي ويخدع العالم ويفرض إرادته بقبضته الحديدية على العرب ، والمتتبع لممارساته في الميدان يدرك ذلك تماماً ..
فهو أولاً يوهم المستوطن اليهودي بأن ما يقوم به من ممارسات ضد الفلسطينيين ومن الاستيلاء على أراضيهم ومقدساتهم ، وما يقوم به من اعتداءات استباقية على أراض عربية هي لمصلحة ذلك المستوطن ، تمنحه الأمن والأمان والاستقرار ، متناسياً أن ما يقوم به يوغر الصدور ويترك الأمر للوقت المناسب لتتبير ما علوْا تتبريرا .
وفي المقابل وفي ظل ما يعلن عنه نتنياهو وما تخرج من هنا وهناك تلميحات وتحصل استقبالات لوفود يهودية توحي بهرولة عربية نحو التطبيع مع تلك الدولة المحتلة لأرض الفلسطينيين ، ما يشجعه على تشدده والاستيلاء على مزيد من الأرض الفلسطينية سواء في القدس أو الضفة الغربية واستمرار اعتداءاته على قطاع غزة الصامد أهله ، وإيهام العالم لخداعه أنه حين يتجه للجنوب الفلسطيني يلجأ للاختباء في الملاجئ أمام صواريخ المقاومة ، ويتناوله إعلامنا الغبي بالتهليل والتكبير ، حتى ينال تعاطف العالم أجمع معه ومع كيانه ، فيخدع العالم حيث يوصل رسالة مفادها أن ما يقوم به من اعتداءات تدميرية على قطاع غزة أو اغتيالات دفاع عن وجود كيانه .
وفي ذات الوقت يمارس اعتداءات على دول عربية تمكنه من ضرب قواها العسكرية ما يتركها حتى عاجزة عن الرد على اعتداءاته ، بما يمتلكه من أسلحة فتاكة تقدم له من أمريكا ودول غربية.
بطبيعة الحال وفي ظل هكذا أوضاع عربية غير مريحة ، تمكن نتنياهو من إدامة الاحتلال وتشريع قانون الدولة القومية والتي يطمح أن تستمر لما يزيد وفق ما أعلن عنه مؤخراً في ملتقى ديني بتل الربيع عن المائة عام.
نتنياهو وغيره من قادة الكيان العبري واهمون في تخيلاتهم التي تصل لدرجة التخريف ، هذا لأن الأرض العربية ملك للعرب وليس للمطبعين منهم إن وجدوا ، لأن الأرض وشعبها باقون ما بقي الزعتر والزيتون وما بقي التاريخ ، فالفلسطينيون في الأرض ثابتون ، ولن يتكرر ما حصل في العام 1948 ، لأن الشعب العربي في فلسطين أدرك أنه لا يحك جلده غير ظفره ، والشعب العربي في الأردن يقف إلى جانبه وينتصر له وسيكون نصيره وعونه حتى ينال حقوقه المشروعة في دولة مستقلة ، وعودة اللاجئ الفلسطيني إلى وطنه الأبدي فلسطين .
ففي الكيان العبري منذ تسيد الليكود وبالذات نتنياهو بعد شارون على مقاليد الحكم ، هناك تحوّل في السياسة ، فلم يعد هناك سوى مُعسكر واحد ذو اتجاهين يميني مُحافظ قوميّ ليبراليّ ويميني دينيّ توراتيّ ، والصراع القائم بينهما ليس صراعاً على الحل السياسيّ مع الفلسطينيين بل على بلورة مشروع يحول الكيان العبري من مشروع دولة إلى دولة أحادية القومية " اليهودية " وهذا ما دعمه ترامب الصهيوني .
فالخلافات القائمة بين الفريقين المتصارعين على السلطة تلتقي أن لا وجود للفلسطينيين في خلال الديار اليهودية ، ما سيدفع نتنياهو وحلفاءه للخروج من المأزق بمغامرة عسكرية لصالح كيانه المأزوم ستشكل خطراً على وجود كيانه ، تتمثل بشن حرب إقليمية على عدة جبهات مجاورة ، إلى جانب تصفية الكوادر المؤثرة في قيادة المقاومة الفلسطينية لترويضها أو شل قدراتها ، لحفظ أمن مستوطنات غلاف غزة وحتى جنوب تل الربيع ، فنتنياهو كسياسيّ أقام سلطته منذ تحريضه على إسحاق رابين بعيد توقيعه لاتفاق "أوسلو" ، متخذاً من جابوتنسكي المنظّر الأول له.
abuzaher_2006@yahoo.com