منافقون مُشاركون في الجريمة

 


 


لم نكن بحاجة الى أسباب اضافية تؤكد لنا نفاق وكذب السادة أوباما وساركوزي وبراون وَمَنّ لفّ لفّهم، من مستر بلير ومسز كلينتون وغيرهما، ولكنّ هذا الكلام المعسول عن الربيع العربي، وتحرر الشعوب من الحكام المستبدين، والأنظمة التسلطية، لا يستوي مع المحاولات المحمومة للبحث عن صوت في مجلس الأمن يمنع دولة فلسطينية ورقية.

مستر أوباما، صاحب الوعد الأيلولي الشهير، والعارف تماماً حجم الكذبة، لا يهمّه سوى الحرج الكبير من فيتو أميركي يمنع الدولة، ومن التسريبات حول لقائه مع محمود عباس أنه لم يترك وسيلة ضغط لم يستخدمها، وصولاً الى قوله لأبي مازن: قرارك سيؤدي لمقتل أميركيين في المنطقة، لأننا سنضطر لاستخدام الفيتو.

هو يعرف، اذن، وتماماً، حجم فلسطين في ضمير العرب، ويعرف أكثر أن القضية الفلسطينية هي المحرك الأهم لشوارعهم وتنظيماتهم وشعاراتهم وبنادقهم وألغامهم وأحزمتهم الناسفة، ومع ذلك فيريد لفلسطين أن تظلّ حبيسة الحلم المنسي، أسيرة الظلام اليهودي.

مستر أوباما يبعث بطائرة الى مجاهل اليمن ليقتل ارهابياً مزعوماً، ويقوم بعملية جيمسبوندية لتصفية بن لادن، ويملأ سماء ليبيا بالمقاتلات، وكلّ ذلك من أجل ما يسمّيه بتحرّر الشعوب، وربيع بلادهم، أما بالنسبة لفلسطين فهو في بحث محموم عن مجرّد صوت من دولة ما يمنع حرجه من استخدام الفيتو، فيا سيّد البيت الأبيض الجديد القديم: لستَ سوى واحد من قائمة سوداء طويلة تُشارك في جريمة متواصلة اسمها: فلسطين.