لماذا يكتب الشعراء
الجذوة المنيرة التي نتفيأ ظلالها المتقدة في سفر
الشعر الإسلامي عبر الأجيال المتعاقبة ، ستتواصل -
إن شاء الله تعالى - ما دام هناك نبض يترعرع ،
وقوافل تطلب بغيتها من الأمان في صحراء محرقة0
ذلك أن العبء الذي كان يسكن صدر حسان بن
ثابت رضي الله عنه ، وهو يذب عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ما زال يعلو بثقله العذب على
قلب شعراء الدعوة الإسلامية في وقتنا هذا
وفي كل وقت0
والكلمة - قنديل يبدد الظلمات ، ونافذة يعبر
بواسطتها الظامئون إلى نبع السعادة الأبدية ، ولكنها
قد تكون ظلمات تتسلط على لحم الضوء لتفت
عضده ، وما هذه الفوضى الشعرية ، التي نعيشها
في أيامنا هذه إلا تصديق لكلام النبي الكريم عليه
أفضل الصلاة والسلام أن الشعر كلام ، حسنه حسن
وقبيحه قبيح ، وليعرف القاصي والداني ، أن
الاغترار بالطواعية الشعرية التي يتمتع بها كثير من
الشعراء ليست عذرا في أن يصبح الشعر سماً
نقيعاً يحرمك العيش في القيم السامية والمثل الرفيعة0
أمة تنهشها الأحزان ، وشاعر ينهش أمته مع الناهشين بشعر
تتعالى منه أذرع السقوط وتتنفس فيه بعمق رئة الخواء الروحي ،
لينشأ شبابنا وهم يقرؤون هذا الشعر
المأساوي فاقدين لهويتهم متنكرين لحضارتهم الإسلامية
غارقين في أوحال الضياع والانهزام النفسي
الأفكارالضبابية التي تنقل من يعتنقها إلى سجن الحسرة
والندامة يجب أن تظل مغمورة في أغوار النفس لتطمر
وتمحى من الوجود0
وأفكار تتفتق كالورود في حقل السمو والنور ، يجب
أن تحلق في كل سماء وتزور كل قلب0
لم تنقطع الحبال بعد ، فما زال هناك أمل وتفاؤل
في أن يلتئم الشمل حول السراج العظيم
الذي يعد الانسان بدنيا نقية صافية هي معبر
إلى الحياة الخالدة الآمنة