مسرحية "أرض الأحلام" لـلمخرج زقطان كسرٌ للتابو المسرحي حيث الحياة قابلة للشيوع وممكنة أكثر لأطفال الاحتياجات الخاصة !!

 



خاص- يقول المخرج المسرحي فراس زقطان بأن "المسرح يمنحنا رئات اضافية تصبح الحياة خلالها ممكنة أكثر" .. وتكون الحياة قابلة للشيوع وممكنة أكثر في كسر التابو والتوجه إلى أطفال فئة الاحتياجات الخاصة، ممن خاض مع بعضهم المخرج زقطان تجربة متفردة في مسرحيته الأخيرة "أرض الأحلام" التي اعتمد فيها على أبطاله الصغار من اصحاب الاحتياجات الخاصة، والذين يضيف زقطان بشأنهم بأنهم أضافوا لتجربته المسرحية فهماً إضافياً مفاده أن العمل المسرحي  لا يعترف بماهية الأفراد وتكوينهم وإنما يتعاطى مع إنسانيتهم ويستخرج الابداع من دواخلهم!

فراس زقطان ، وعبر فريقه المسرحي لـ "أرض الاحلام"  المكون من (15) طفلا استطاع أن ينجح في تقديم عرضٍ مسرحي متعدد الرسائل، أهمها لفت الانتباه والاهتمام بتلك الفئة، ومخاطبة المتلقي بأن ثمة حياة ممكنة لإولئك الصغار و يستحقونها في أفضل صورها ومستوياتها الإنسانية، فقد برز جلياً اشتغال زقطان على تقديم ابطاله بمكوناتهم الابداعية "الكامنة"  وقد عهد إليهم بعد أن تلقوا فترة تدريب لنحو ثلاثة أشهر في أن يطلقوا مضامين جوانيتهم في فكرة ونص العرض المسرحي، تاركاً لهم مساحة حرة مرنة في الارتجال.

 مسرحية "أرض احلام" تجربة تطبيقية تجاوزت فكرة دمج اصحاب الاحتياجات الخاصة في عالم المسرحي كفكرة تقليدية طرحتها وقالت بها عروض مسرحية سابقة كفكرة وليس بتكوين العرض المسرحي ، فـ "أرض الاحلام" لا تتحدث عن أصحاب الاحتياجات الخاصة من الاطفال، وانما أدخلتهم في بنية العرض ليكونوا جزئية في منظومة الفن المسرحي بعيدا عن فكرة الشفقة واستعطاف الجمهور، الامر الذي يسجّل للمخرج زقطان صاحب الفكرة والتدريب وإلإخراج مع أبطاله من طلبة مركز روح الشرق.

العمل المذكور هو نتاج ناجح لأسلوب وتقنية الورشة المسرحية، حيث عاشت اسرة المسرحية نحو ثلاثة أشهر من الانسجام والتعايش والتوافق كان من نتاجها خلق بيئة طبيعية ولدّت الثقة لدى "الكاست" المذكور الذين واجهوا المجتمع بشكل فعلي عملي وليس تمثيليا، حيث برزت قدراتهم الذهنية والجسدية في تقديم عرضٍ شد انتباه الحضور المتلقي لروح الصدق والشفافية التي قدمها ابطال العمل، وثمة عنوان عريض نجحوا أيضا في تجسيده وإيصاله للجمهور بأنهم جزءا حقيقيا فاعلا ونابضا في مجتمعهم شأنهم شأن الجميع !

يشار إلى أن قصة المسرحية تتحدث عن الطفل"زين" الطفل الذي نام وهو يقرأ قصة..ليصحو في نومه، ويلتقي بكل الشخصيات، التي صادفها أثناء قراءته، وكانت موجودة في ثنايا القصة، فيلتقي براعي الأغنام، وعازف الناي، والأميرة، وبائعة الأزهار، والمغني الشاطر، والعامل النشيط، واللص الظريف، والزبون البسيط.

وتدور مشاهد المسرحية حول فكرة أن الأصدقاء هم الوطن الحقيقي لنا، وهم من يساعدنا على تخطي العقبات التي نواجهها في الدنيا، وأن العمل الجماعي التعاوني هو السبيل الأمثل لتخطي أية عقبات في الحياة،  وتنتهي المسرحية برسالة أنه يجب على المجتمع أن يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، بطريقة تحترم إنسانيتهم، وتشجعهم على الاندماج في الحياة العامة بما يتناسب مع قدراتهم، وأنهم هم شريحة حقيقية في المجتمع، وشركاء كاملين في الوطن، ويجب أن يحصلوا على حقوقهم كاملة دون نقصان.