دلالات المناورة البحرية «الإيرانية الروسية الصينية»

اخبار البلد-

 
الادميرال حسن خانزادي قائد القوة البحرية الايرانية في بداية العام 2019 اعلن عن نية بلاده اجراء مناورات بحرية مشتركة مع القوات البحرية الروسية شمال المحيط الهندي وعند مداخل مضيق هرمز.
لم تقتصر جهود الادميرال خانزادي على تنظيم مناورات مع البحرية الروسية اذ وجه الادميرال الايراني خانزادي في نيسان ابريل من نفس العام الدعوة الى نظيره الصيني الادميرال «شين جين لونغ» للمشاركة في المناورات البحرية المشتركة مع روسيا وذلك اثناء زيارته الصين صينية للمشاركة في مؤتمر قادة القوات البحرية الذي نظمته البحرية الصينية الامر الذي سارعت البحرية الصينية للاستجابة له في حينه.
انشغلت ايران طوال العام بالتحضير للمناورات اذ عاد الادميرال حن خانزادي ليؤكد اطلاق المناورات في موعدها نهاية العام اثناء زيارته موسكو في تموز يوليو من العام الحالي 2019 حيث اعلن عن اتفاقات وتفاهمات لزيادة التعاون العسكري بين البلدين على خلفية انتهاء حظر بيع الاسلحة لإيران وفقا للاتفاق النووي 5+1 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة والذي اعطى موعدا نهائيا لانتهاء الحظر على طهران بداية العام 2020.
المناورات الايرانية الروسية تعاظمت اهميتها بالنسبة لطهران بعد انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي وتعاظمت اهمية اشراك الصين في الاتفاق اذ انه مؤشر على رفضها الانسحابا الامريكي وعلى ضرورة استكمال التعهدات برفع الحظر العسكري وبيع السلاح لإيران.
الا ان العنصر الاكثر اثارة والاكثر الحاحا كان اطلاق الولايات المتحدة الى جانب بريطاينا والبانيا وابو ظبي والرياض والمنامة لعملية الحارس البحرية؛ العملية التي اعقبت الهجمات على ناقلات النفط في بحر عمان وتبعتها هجمات على منشآت نفطية سعودية بطائرات دون طيار وصواريخ مجنحة؛ اذ بات شمال المحيط الهندي والخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان منطقة تتجاذبها المشاريع الامنية المتتافسة الصينية والروسية والايرانية والامريكية والهندية والفرنسية؛ فباريس رسمت لنفسها مسارا مختلفا عن واشنطن يتناسب وموقفها من الاتفاق النووي الايراني الذي لم تنسحب منه باريس بعد.
منطقة عمليات لم تنجح ولم ترغب على الارجح واشنطن بحشد الامكانات والموارد الكافية لمحاصرة طهران باستكمال حلقة العقوبات الامريكية؛ حلقة عملت طهران على تجاوها عبر تمسكها بالمناورات المشتركة مع الصين وروسيا المتفق عليها مسبقا منذ بداية العام 2019.
ختاما: المناورات البحرية الايرانية الروسية الصينية المسماة (حزام الامن البحري) تتجاوز في اهدافها حماية التجارة البحرية ومكافحة القرصنة اذ باتت تعبيرا واضحا عن تمسك الدول الثلاث بالاتفاق النووي عاكسة التزاما روسيا وصينيا ببنوده وهي مصلحة ايرانية؛ يقابلها مصالح صينية وروسية لتوسيع نشاطها البحري وتحدي النفوذ الامريكي في اعالي البحار؛ تحد كشف هشاشة السياسة الامريكية وضعف ادائها الذي اعقب انسحابها من الاتفاق النووي مع ايران؛ اذ اقتصرت تحالفاتها على البانيا والدول العربية المتضررة من الهجمات على ناقلات والمنشئات النفطية.