الشعب يريد الشرب من رأس النبع (الملك)
بمناسبة توقيع سيدنا على التعديلات الدستورية، واللقاء الذي جمع بعض الأعيان والنواب، تحدث سيدنا عن الإصلاحات، وكان حديثه قد أصاب كبد الحقيقة الدامغة بالتعبير عن تطلعات الشعب، كما عبر سيدنا حقيقة عن ما يطالب به الشعب أثناء المظاهرات وكأنه بين جموع المتظاهرين، حينما خاطب الحضور بأن هذه التعديلات الدستورية ليست النهاية، بل هي البداية، وكان من المفروض على الحكومة شرح هذه التعديلات الدستورية، ولكن الحكومة لم تقم بذلك، وجاءت بقانون مكافحة الفساد والمادة (23) التي كادت تعصف بالبلاد إلى المجهول لولا قدرة الله وحكمة سيد البلاد وسعة صدره، وحنكته، وفعلا ينطبق القول:إن الله يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن، وهذا ليس نفاق ولا تزلف، بل هذا الكلام لمن يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، والأردن وطنا وبالهاشميين قاده وحكاما، وكان حديث سيد البلاد قصير ولكنه نزع الغصة من حناجر الذين يطالبون بالإصلاح، وبقوله لهم (أنا معكم) اطمأن قلبهم. ولكن للمرة الألف، لماذا يقوم التلفزيون الأردني بقطع حديث الملك، وما هو الحدث الأهم من حديث الملك بالنسبة للشعب؟ سؤال برسم الإجابة، مع أننا بأمس الحاجة لسماع حديث الملك لأن حديثه هو الوحيد الذي يشفي غلنا ويريحنا، ويعطينا الطمأنينة وليس حديث من كانوا جالسين معه، فالملك أعطى إشارة بأنه غير راض عن المادة (23) لمكافحة الفساد، وكنا نتمنى على الجالسين بحضرة الملك، أن يقول أحدهم أننا أخطأنا ولم نكن موفقين بإقرار تلك المادة، لكي يطمئن الملك، بأن السرعة والعجلة كانت سبب الموافقة على هذه المادة. ولكن الذي سمعناه من الحاضرين غريب وعجيب، فقد قال أحدهم: إن الشعب الأردني غير مؤهل للديمقراطية، والجواب من عندي، وأقول له: وهل برأيك الشعب الأردني مؤهل للفساد؟ وقال آخر: إن الشعب الأردني لم يفهم المادة (23)، وعبر عن غضبه من الصحافة والكتاب والجالسين في البيوت، لإعطاء رأيهم في هذه المادة، وحسب وجه نظره هذا ليس من حق الشعب والصحافة، ويعتبر نفسه هو الفهمان الوحيد، وكذلك هو قدر مقدر على الشعب الأردني، ومنهم من دافع عن مجلس النواب، وقال: نحن النواب مظلومين، ونسي أن بعض النواب هم الذين ظلموا أنفسهم بالانصياع لأوامر الحكومة، وهم من وافقوا على تلك المادة التي لم يِرد مثلها مادة تؤيد السكوت على الفساد وكبت الحريات، والسؤال للسلطة التنفيذية والتشريعية، لماذا السكوت على الذين يتعرضون للمقام السامي وعلى شاشات التلفزيون، أو الأماكن العامة؟؟ ولم يسألهم أحد على الإطلاق. ومن تحدث عن فاسد أو مرتشي تكون غرامته من (30) ألف إلى (60) ألف، أو الحبس (42) سنة إذا لم يدفع المبلغ، وبالتأكيد لن يدفع أحد لأن أغلب الصحافيين على قد حالهم. لذا نقول لأصحاب المناصب والأعيان والنواب، أنتم لستم قدر على الشعب الأردني، والشعب هو السابق لكم بالتطلعات والأفكار، والشعب منسجم مع قيادته تماما، بل أن القيادة هي من تنير الطريق أمام الشعب، وتريد له الإصلاح. أما أنتم أيها الحكومة والنواب والأعيان فإنني أنصحكم بأن ترحموا القائد والشعب، وأن تقتدوا بالملك من حيث التواضع وخدمة الشعب، ومصلحة الوطن والمواطن، وأنتم من تحكمون وتشرعون على الشعب الأردني، وأنتم لستم فوق الشعب، بل الأصل أن تكونوا في خدمة الشعب وأن تغيروا نظرتكم للشعب (فالمسؤولية تكليف وليست تشريف)، وأنه بفضل القيادة الهاشمية أصبح في كل قرية نائية وفي الصحراء البعيدة، يوجد مثقفين وخريجي جامعات، وحملة شهادات عليا، وخدمة اتصالات والجميع الآن يستخدم الإنترنت، ويوجد بتلك المناطق كفاءات كالعاصمة بل وأكثر، والشيء الموجود في القرى والأرياف الأردنية وغير موجود عند بعض المسؤولين في العاصمة هو (خدمة الوطن والولاء للملك بأمانة وإخلاص)، وفي النهاية نقول للحكومة والأعيان والنواب شكر الله سعيكم.