كريشان: الفوضى لا تصنع اصلاحاً ولا تسهم في تطوير التنمية
رعى نائب رئيس الوزراء وزير الدولة للشؤون البرلمانية توفيق كريشان انطلاق أعمال الدورة الرابعة عشرة لمجلس وزراء السياحة العرب الذي يعقد لاول مرة في مدينة العقبة بهدف وضع خطة عمل لتعزيز التعاون العربى وتشجيع السياحة البينية بين الدول العربية وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه هذه السياحة.
وقال توفيق كريشان اننا في الاردن نؤمن ان الفوضى لا تصنع اصلاحا وأن بناء الاوطان اقدس من كل الشعارات في ظل عالم تتخبط فيه السياسة والاقتصاد.
وأضاف إن الفوضى لا تصنع اصلاحا ولا تسهم في تطوير التنمية وهي تطرد الاستثمارات وعوائدها ورؤوس اموالها ومن بينها الاستثمارات السياحية وتجعل المستثمرين يحجمون عن التوسع في استثماراتهم او تجميدها او توجيهها الى مناطق اخرى في العالم.
وقال كريشان: أقول لكل من يستخدمون الفوضى سلاحا يرهق الشعوب قبل الدول ان بناء الاوطان وتنميتها اقدس من كل الشعارات في ظل عالم تتخبط فيه السياسة والاقتصاد وفي ظل تحدياتٍ جعلت اقتصاديات العديد من كبريات الدول تتهاوى او تكاد.
وحول الاصلاح في الاردن قال كريشان هذا هو الحلم الاردني يتحقق بالاصلاح المنشود الذي اول من نادى به هو الملك عبد الله الثاني منذ ان تحمل امانة المسؤولية لانه يؤمن بأن الاصلاح الحقيقي بمحاوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو الاصلاح الذي ينبع من الذات وهو الاصلاح الذي تتوافق فيه ارادة الشعب مع تطلعات القيادة.
واضاف: لهذا نشعر بالفخر ان الاصلاح في الاردن تطالب به القمة قبل القاعدة وهو نفس الاصلاح الذي يريده الحاكم والرعية, مشيرا أن الاصلاح هو الذي يبني الوطن وهو الذي يضاعف منجزاته ويعظمها.
واشار ان الحكومة تؤكد في كل خططنا وبرامجنا على دعم وترسيخ التعاون السياحي بين الاردن ودول الخليج العربي ومع الشقيقة مصر ومع دول المشرق والمغرب العربي ايمانا منا بان السوق السياحية العربية هي سوقٌ واحدة وان علينا واجبا قوميا مقدسا في ترويج سياحة بعضها البعض فهذه هي رؤية الهواشم وهذه هي محبة الشعب الاردني لاشقائه العرب.
بدورها اكدت رئيسة الدورة الحالية لمجلس وزراء السياحة العرب وزيرة السياحة والاثار الدكتورة هيفاء أبو غزالة انه رغم الموقع الاقتصادي الذي تحتله صناعة السياحة على المستويين العالمي والاقليمي الا أنها أضحت تواجه العديد من التحديات الكبيرة والتي اذا لم تتم مواجهتها تصبح هذه التحديات من الصعب التغلب عليها .
واضافت انه بالتعاون والتخطيط المدروس يمكن تحويل هذه التحديات الى فرص حقيقية للتنمية وتطوير آليات ومنهجيات عمل ونشاط هذا القطاع .
وشددت الوزيرة على ضرورة تفعيل جميع القرارات المتخذة سابقا التي تصب في دعم توحيد الجهود وتكامل الخطط والبرامج والعمل المشترك في عدة محاور مع التركيز على آليات واضحة وفعالة للتواصل والتنسيق والتقييم .
وأضافت أنه لا بد من العمل على تطوير المنتج السياحي العربي المبني على التاريخ والثقافة والبيئة والحضارة المشتركة والمتصلة مشيرة في هذا الصدد الى أن الموارد البشرية تعد العنصر الاهم في العملية السياحية لانها الاكثر مساهمة في ديمومتها وتطويرها مما يحتم ضرورة تبادل الخبرات ونقل المعرفة .
وأشارت وزيرة السياحة والاثار, الى أهمية تحديد دور القطاع الخاص وتركيزه بوضوح أكثر لزيادة فاعليته في مجال الترويج السياحي والعمل على توفير قنوات الربط بين القطاع الخاص في مختلف الدول لتعزيز هذا الدور المهمم .
وأوضحت الوزيرة أهمية سياسات النقل الجوي والبري والبحري باعتباره أحد الاركان الرئيسية في مجال السياحة .
وأكد وزير السياحة المصري منير فخري عبد النور رئيس الدورة ال¯ 13 السابقة لمجلس وزراء السياحة العرب أن الاجتماع يأتي في ظل ظروف وأجواء ومتغيرات عديدة يمر بها عالمنا العربي تتطلب منا جميعا بذل الجهد والعمل الجاد والمستمر للتصدي للتحديات التي تواجهنا بالشكل الذي يتلاءم مع متغيرات هذه المرحلة ويحقق آمال وأهداف شعوبنا العربية في جميع مناحي الحياة بشكل عام وفي مجال السياحة بشكل خاص باعتبار أن صناعة السياحة أصبحت اليوم أحد أهم القطاعات الاقتصادية القومية بل وباعتبارها أيضا إحدى قاطرات دعم وتطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا.
وقال الوزير المصري إنه ليس خافيا على الجميع ما تعرضت له صناعة السياحة في بلادنا نتيجة تغير الاوضاع السياسية الامر الذي كان دافعا لنا للعمل الجاد والمستمر من أجل استعادة الاوضاع الطبيعية واستئناف الحركة السياحية القادمة في أسرع وقت ممكن.
وأشار ان قطاع السياحة في مصر تأثر في الاشهر الاولى من العام الجاري بشكل ملحوظ وصل في بداية الامر إلى حوالي 80 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي الا أنه نتيجة التخطيط الجاد والعمل المستمر تمكنا من استعادة الجزء الاكبر من الحركة السياحية القادمة إلى مصر اعتبارا من الاشهر الاولى لصيف العام الجاري.
وأضاف ان الامر يتطلب المزيد من العمل والجهد خلال الاشهر المقبلة حتى يستعيد هذا القطاع المهم عافيته بالشكل الذي نتمناه لا سيما في ظل ظروف الاقتصاد العالمي الراهنة التي تنبئ بالدخول في فترة انكماش عميق وطويل تلقي بظلالها على قطاع السياحة في بلادنا .
وقال عبد النور إن اجتماعنا اليوم في مدينة العقبة - عاصمة السياحة العربية لعام 2011- يأتي ترجمة فعلية وتجسيد لعملنا وارداتنا المشتركة من أجل دعم وتطوير صناعة السياحة في بلادنا بالشكل الذي نأمله ونرجوه جميعا , استمرارا واستكمالا لما تم انجازه خلال اجتماعات الدورة الثالثة عشر لمجلس وزراء السياحة العرب الذي عقد في شهر حزيران العام الماضي بمدينة الاسكندرية أول عاصمة للسياحة العربية في عام 2010 . من جانبها اعتبرت ممثلة جامعة الدول العربية في مؤتمر وزراء السياحة العرب دينا الظاهر أن ما يسمى بالربيع العربي قد أتى بالخريف العربي في السياحة .
وقالت في كلمة لها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ان السياحة العالمية شهدت انتعاشا كبيرا في معظم دول العالم حيث أظهر التقرير الاخير الصادر عن منظمة السياحة العالمية أن عدد السياح في العالم زاد بنسبة 5.4 بالمئة خلال النصف الاول من العام الحالى ليسجل رقما قياسيا جديدا وهو 440 مليون سائح بزيادة نحو 19 مليون سائح عن الفترة نفسها من العام الماضي .
وأوضحت أن هذا النمو لم يشمل منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا اللتين تشهدان ثورات شعبية منذ بداية 2011 معتبرة أن موضوع السياحة في المنطقة العربية في ظل هذه الظروف الحالية يعد من موضوعات الساعة .
وتحدثت ممثلة الجامعة العربية عن انشاء المنظمة العربية للسياحة في اطار مجلس وزراء السياحة العرب وقالت انها ساهمت مساهمة فعالة في تنمية السياحة العربية .
وتناقش الدورة الرابعة عشر لمجلس وزراء السياحة العرب على مدى يوم واحد بمشاركة 14 وزيرا للسياحة أوجه التكامل السياحي العربي وسبل الارتقاء به , وأهم موضوعات تطوير صناعة السياحة في الدول العربية والتي من أهمها التعليم والتدريب السياحي وتحديات الاستثمار السياحي في المنطقة وعرض المزايا والتحديات التي تواجه القطاع في المنطقة العربية والاستراتيجية السياحية العربية .
ويكتسب اجتماع مجلس وزراء السياحة العرب في دورته الـ 14 أهمية كبيرة بالنظر إلى الاوضاع الراهنة التي تشهدها الساحة العربية والتي ألقت بظلالها على قطاع السياحة مما يحتم البدء بدراسة هذه الاوضاع لإعداد الخطط التسويقية والترويجية المناسبة لاستعادة نشاط السوق من جديد ومحاولة إيجاد قنوات اتصال وتعاون اكبر وأوسع مما كانت عليه بين الدول العربية لتطوير التعاون فيما بينها
الى ذلك قام وزير السياحة المصري منير فخري عبد النور رئيس الدورة الـ 13 لمجلس وزراء السياحة العرب بتسليم رئاسة الدورة الـ 14 إلى نظيرته وزيرة السياحة والاثار الدكتورة هيفاء أبو غزالة وذلك في بداية الجلسة الافتتاحية .
وأعرب عبد النور في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للجلسة عن خالص التمنيات للأردن بالتوفيق في تحقيق آمال وتطلعات الدول العربية في مجال السياحة .
وعبر عن تمنياته للدكتورة هيفاء أبو غزالة وزيرة السياحة والاثار الاردنية بمزيد من النجاح خلال فترة رئاستها للدورة الوزارية الـ 14 لمجلس وزراء السياحة العرب.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للجلسة تقديم عرض للسمسية من فرقة العقبة للفنون الشعبية.