الآلاف يتظاهرون ضد "انعدام الشفافية واستمرار أدوات القمع الموروثة" في مصر

تجمع آلاف المحتجين أمس في ميدان التحرير بوسط القاهرة للمشاركة في جمعة "استعادة الثورة" والإعراب عن الغضب البالغ إزاء سلوك المجلس العسكري منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك.
وتدفق الآلاف الى الميدان الذي مثل معقل الاحتجاجات التي اسقطت مبارك في شباط (فبراير)، وطالبوا بإنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وتطهير المؤسسات من عناصر النظام السابق، وتعديل القانون الانتخابي الذي أعلن مؤخرا، فضلا عن العدالة الاجتماعية.
وكان بين الحشد النجم الاميركي شون بن الذي رفع علما مصريا، وكان الى جانبه الممثل المصري والناشط السياسي خالد النبوي.
ومن المقرر أن تكون نظمت مساء أمس مسيرات عدة تتجه من انحاء مختلفة بالمدينة الى ميدان التحرير يشارك فيها احزاب سياسية ومجموعات مطالبة بالديموقراطية.
وألقى الخطيب مظهر شاهين خطبة الجمعة وتعهد بحماية أهداف الثورة التي اطاحت بمبارك.
وحض الخطيب المجلس العسكري الحاكم في مصر على تفعيل قانون يحول دون ترشح اعضاء الحزب الوطني المنحل والذي كان يتزعمه مبارك لشغل مناصب عامة، اذ قال إنهم "ساهموا في افساد الحياة السياسية".
وكان المجلس العسكري، الذي تولى البلاد عقب مبارك، حدد الثلاثاء الماضي جدولا زمنيا لاول انتخابات بعد مبارك والتي من المفترض ان تبدأ في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) وتستغرق اربعة اشهر، بينما من المتوقع ان يحدد موعد الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
ويتهم المعارضون الجيش بانعدام الشفافية واستمرار أدوات القمع الموروثة عن النظام السابق. كما يحتجون على توسيع نطاق قانون الطوارىء المعتمد منذ 1981 ويطالبون بوقف محاكمة آلاف المدنيين الجارية امام محاكم عسكرية.
وكان ستة ممن يعتزمون الترشح للانتخابات الرئاسية، بينهم الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، أصدروا أول من أمس بيانا شجبوا فيه ما وصفوه بتمديد المجلس العسكري للفترة الانتقالية.
ودعوا المجلس العسكري لتقديم خريطة طريق واضحة تضمن ألا يتأخر اجراء الانتخابات الرئاسية عن آذار (مارس) 2012.
وكان المجلس العسكري حذر عشية احتجاج أمس مما وصفه بتهديد الديموقراطية والامن القومي.
ودعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى "الحذر والحيطة من العناصر التي تعمل على زعزعة الاستقرار خلال هذه المرحلة حتى تعيق اجراءات التحول الديمقراطي والتي بدأت أولى خطواتها بالدعوة لانتخابات مجلسي الشعب والشورى".
وكان رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي كرر اكثر من مرة التزام الجيش بالديموقراطية غير ان المتظاهرين يواصلون الشكوى من عدم تلبية مطالب الثورة.
على صعيد آخر، احيل اربعة شرطيين وعسكريين أول من أمس امام محكمة عسكرية في مصر بعد عرض تسجيل فيديو على الانترنت يظهر عناصر من قوات الامن يضربون معتقلين ويصعقونهم بالكهرباء، حسبما اوردت وكالة انباء الشرق الاوسط.
وامر رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر المشير حسين طنطاوي فتح تحقيق حول الاحداث التي وقعت في محافظة الدقهلية في دلتا النيل، بحسب الوكالة. واعتبرت منظمة العفو الدولية انه "بناء على شريط الفيديو المثير للقلق، ما يزال المشتبه بهم يتعرضون للتعذيب ولغيره من سوء المعاملة في مصر (..) ربما تم استبدال الزي العسكري ولكن سلوك قوات الأمن ما يزال على ما هو على ما يبدو".