محمد الصبيحي يكتب: خطاب الى دولة الرئيس ... جبهة معارضة جديدة تتشكل

اخبار البلد_ بعد أن سئم اتحاد مزارعي وادي الاردن من التهميش، وبعد أن لم يسمع صوته أحد، وبعد أن تفاقمت مشاكل القطاع الزراعي، وبعد أن نهب الوسطاء واحتكار تجار المواد الزراعية كل مقدرات المزارعين وعرقهم، وبعد أن سيطر المرابون على تمويل الانتاج الزراعي، وتحكمت العمالة الوافدة بأسعار المنتجات في أسواق الجملة المركزية، وبعد تحول ما يسمى (الاتحاد العام للمزارعين) الى واجهة نقابية شكلية، فان اتحاد مزارعي وادي الاردن أختار اللجوء الى الهيئة العامة وعموم المزارعين في المنطقة فدعا الى تجمع كبير يوم الاثنين القادم في ساحة الاتحاد بدير علا للتشاور في الخطوات الواجب اتخاذها من أجل إيصال الصوت والشكوى الى أصحاب القرار.
لم يسمع صوت الفئة (المهمشة) بعناية أحد حتى الان منذ حكومات مضت، وفي جعبتي مر الشكوى من التجاهل وعدم الالتفات حتى الى الرسائل الموجهة الى أصحاب القرار في الديوان الملكي والوزارة المعنية ، وحتى في ما يسمى (الاتحاد العام للمزارعين) لا يوجد تمثيل في مجلس الادارة لمزارعي وادي الاردن وهم أكثر من نصف القطاع الزراعي في المملكة.لم يستطع أحد حتى الآن ومنذ ثلاثين عاما أن يفك لغز التفاوت الهائل بين ما يقبضه المزارع وبين ما ندفعه في البقالات ثمنا لكيلو الخيار أو البندورة، ولكن الاتحاد يعرف السر!! ووزارة الزراعة تعرف السر!! فما الذي يفيدنا من معرفة لا تنفع ولا تجدي فتيلا؟؟.يتساءل رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عمن يستطيع أن يفكك تحالف تجار المواد الزراعية في نقابتهم العريقة؟؟ ولماذا يبيعوننا بذرة صنف ما بسعر ويأتينا من السعودية والكويت من يبيعنا نفس البذرة بنصف السعر؟؟ ومن سوريا بثلث السعر؟؟.ويتساءل آخرون عن السر في تغول العمالة الوافدة على أسواق الجملة المركزية فهم (الدلالون) الذين يستطيعون تحديد السعر الاعلى والادنى عبر لوبيات منظمة بينهم وبين صاحب كل (حسبة) همه البيع بأي سعر ليستوفي ما بذمة المزارع من مبالغ موله بها قبل الموسم وألزمه ببيع الانتاج من خلاله فقط؟!ونتساءل عن سر وأد التجربة الناجحة التي نفذها الاتحاد قبل سنوات حين بدأ بتزويد المزارعين بالاسمدة والبذور فدخل منافسا شرسا لكسر الاحتكارات وتجفيف موارد المرابين وأحتكار التمويل من قبل تجار الاسواق المركزية، ومساهما في التسويق المباشر للإنتاج ومستلزماته؟؟.
التعصيد من قبل الفقراء قادم هذه المرة .. تصعيد نابع من يأس , فلم يبق لدى فقراء وادي الاردن ما يخسرونه بعد أن نهب الفااسدون أراضيهم , وأستنزفت لوبيات التجار مواردهم وعرقهم
هناك أزمة في الطريق يا دولة الرئيس، وهناك قلق وحزن ويأس في الاراضي المنخفضة التي لم يرتفع صوتها بعد، والذي إذا أرتفع فقد تكون موجاته فوق مستوى تحمل آذاننا.أدعوك يا دولة الرئيس أن تكون هناك يوم الاثنين في الحادية عشرة صباحا وأن تستمع الى أولئك البسطاء الطيبين، وأنا متأكد أنك ستعود الى عمان بنفس راضية.