مشعل في عمان: زيارة تحرك الاحتمالات

اخبار البلد_ قد لا يعكس الإطار {الإنساني} الدلالة الأعمق  للزيارة التي قام بها أمس لعمان الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل فقد سبقت الزيارة معطيات وإتصالات وتبادل رسائل وستعقبها بالتأكيد إختبارات متبادلة خصوصا في المسار الأمني ولاحقا السياسي

. وبصرف النظر عن التعليقات التي تتحدث عن قرار السلطات الأردنية بالسماح لمشعل دخول عمان بهدف زيارة والدته المريضة


يمكن القول ان الزيارة من حيث الشكل والتوقيت والمضمون تعكس تطورا لافتا في مسار العلاقة المأزومة دوما بين الجانبين في عمان الرسمية وحركة حماس.


وقبل قطع مشعل للحاجز الحدودي بين سوريا والأردن برفقة نخبة من قياديي الحركة كما اكد للقدس العربي المحامي موسى العبدللات أحد أقرب شخصيات التيار الإسلامي الأردني من حركة حماس.. قبل ذلك كان وزير الصحة في حكومة حماس باسم نعيم ضيفا على النقابات المهنية الأردنية مشكلا الإختبار الأول لجس النبض بين الطرفين


. وعمليا لم تعرف بعد الأجندة الكاملة لزياة مشعل لكن طبيعتها وتوقيتها وحزمة الإتصالات التي سبقتها توحي بأنها تنطوي على شكل من أشكال التطبيع وتحريك المياه الراكدة ورفع الفيمن هنا لايخفي العبدللات إحساسه بالسرور لإن وجود الأخ مشعل وقياديين من حماس في الأردن بصفة رسمية كما قال يؤكد على عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين وقد يؤسس لفهم مستجد {للمصالح المشتركة}


. وسياسيا يمكن وضع عشرات الخطوط تحت عبارة المصالح المشتركة التي يلمح لها العبدللات فالرجل نفسه قاد عدة محاولات لإعادة قادة حماس إلى قاعدتهم الشعبية في الأردن وعندما سألنه القدس العربي قال: طموحنا لا يقف عند زيارة عادية بل نريد بإسم شعبنا رؤية حركة حماس وما تمثله من أرث عظيم وشعب أعظم بيننا في الأردن ونريد عودة جميع قادة حماس الذين أبعدوا عن بلدهم الأردن ونريد رؤية مكاتب لحماس بيننا قريبا


. وهنا قد يبدو العبدللات متحمسا ومستبقا للنتائج والتداعيات وإن كانت زيارة مشعل بحجمها وبعدها الرسمي أمس قد تكسر حاجز الصمت وتحرك الإحتمالات بين حماس وعمان وتقود الجميع لتجديد {إتفاق أمني وسياسي} ما دام المستوى الأمني قد وافق على ترتيب الزيارة لإن السلطة الأردنية كانت مهتمة دوما بأن تبقى حماس ملفا أمنيا وليس سياسيا


. ووسط مثل هذه القراءات ثمة من يقول ان المساحة الوحيدة المتاحة امام قادة حماس ومشعل تحديدا هي الإقامة في عمان إذا ما أقفل تماما باب دمشق وبالتالي كل الضمانات تبدو حماس مستعدة لطرحها مقابل هدفها الإستراتيجي وهو إستعادة علاقتها بالساحة الأردنية وبأي ثمن.


ومشعل شخصيا كان يظهر حرصه الشديد على ذلك وقد تحدث بالأمر مرتين على الأقل مؤخرا مع السياسي الأردني الوحيد الذي بقي قناة للتواصل والإستشعار بين الطرفين وهو طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان الذي أبلغ القدس العربي سابقا بانه أقترح عدة مرات إعادة إنتاج العلاقة مع حماس


.لكن لابد من ملاحظة أن {التواصل} الجديد بين عمان وحماس يحصل فيما تتردى العلاقات في الواقع مع سلطة الرئيس محمود عباس بعد مشروع الدولة الذي تقل عمان أنه رتب من وراء ظهرها وكذلك مصالحة القاهرة.تو الأمني ولو مؤقتا على الأقل.